أنت هنا

قراءة كتاب كيف الحال

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كيف الحال

كيف الحال

كتاب " كيف الحال " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 8

لا تذهبوا بعيدا لاستنساخ تجارب الآخرين فلدينا الجبيل

منذ أكثر من أسبوعين أتيحت لي زيارة الجبيل الصناعية ضمن وفد حكومي اطلع على شرح موجز عن تطور الجبيل الصناعية وبداية العمل فيها منذ أن كانت قاعا صفصفا حتى أصبحت من أكبر المدن الصناعية تأثيرا في اقتصادات العالم.

من يعمل في الجبيل هم سعوديون وليسوا من كوكب آخر، ولكن كان يميزهم أنهم يملكون رؤية استراتيجية بعيدة الأمد، فقد كانت نظرتهم تمتد لأكثر من 80 عاما، وذلك عندما وضعوا أول لبنة للبنى التحتية، وكانت النظرة تنبع من بُعد نظر، وكانت الإرادة هي المحرك الرئيسي في اتخاذ القرار، فلم تكن القرارات مرتبطة بأشخاص تذهب معهم عندما يذهبون، بل كانت قرارات مؤسساتية وكأن هناك إصرارا جماعيا على التنفيذ وقدرة على التنبؤ بالنتائج، وما كان يميزها أن القرار الجماعي كان قرارا واحدا وبلغة واحدة ولم يكن هناك تنازع في الصلاحيات والأدوار والأولويات، ولذلك بنيت البنية التحتية على أسس مشتركة يجمعها مخطط واحد وتنفيذ متوازن.

هذه الرؤية التنفيذية التي امتدت لثمانين عاما كانت تتناغم مع بعضها، ولذلك عندما قُرر تأسيس المدينة تم رفعها عن سطح البحر بواسطة ردم الأرض بكميات هائلة من الرمال لأسباب عدة، أولها حماية المدينة من أمواج البحر، وثانيا ليتم مع الردم تأسيس بنية تحتية لأكثر من ثمانين عاما من الخدمات الهاتفية والصرف الصحي والماء والكهرباء في وقت واحد، ووضعت أيضا أنابيب وممرات لكل هذه الخدمات الفارغة للزيادة المحتملة والطلب المتزايد في المستقبل لهذه الخدمات.. لذلك لا نرى في الجبيل واحدا يسفلت وواحدا يحفر، فكل شيء يتم تحت الأرض دون إزعاج للساكنين ودون هدر مالي، ويحكي لي أحدهم أنه عندما تطورت أسلاك الاتصالات إلى الألياف الضوئية تم سحب القديمة واستبدالها بأخرى والناس لم يشعروا بذلك.

الصفحات