أنت هنا

قراءة كتاب مناهج النقد الأدبي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مناهج النقد الأدبي

مناهج النقد الأدبي

كتاب " مناهج النقد الأدبي " ، تأليف صالح زامل ، والذي صدر عن منشورات الضفاف للنشر والتوزيع ، نقرأ من مقدمة الكتا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 7

(1) الإطار التاريخي

إن معاينة النقد العراقي الحديث تلفت إلى انشغال مبكر بتطوير آلياته وتحديثها، وإن هذا الانشغال على الرغم من التخصص بالظاهرة الأدبية والتراكم في الأعمال الإبداعية، الذي جمعها من أوجه النشاط الاجتماعي، إلا أن الوعي النقدي بالمعارف النظرية النقدية الدقيقة لم يثرَ بالقياس إلى اطراد تلك الأعمال وتنوعها، وقد تأخر الاشتغال على التنظير النقدي إلى عقود لاحقة لعل بواكيرها السبعينات وما تلاها، أما ما طبع به النقد العراقي الحديث في أولياته فهو جملة اتجاهات تلمس فيها الفوضى والاضطراب لكن تسيدت فيه اتجاهات معينة. يمكن إجمالها بما يأتي:

أولاً: سيادة النقد اللغوي- النقد الذي يعنى باللغة من ناحية التصويب والفصاحة- ويأتي تسيده لوجود حاضنة له من الإرث النقدي، وقد شغلت به النقود التي تبنتها الصحف ولا يخلو منها النقد الاكاديمي بل تبناها بالفجاجة ذاتها التي كانت في النقد الصحفي.

ثانياً: غلبة الطابع السجالي على الاستقصائي، وإن أنتج لنا هذا السجال كتاباً مهماً ككتاب علي الوردي (أسطورة الأدب الرفيع)[5]وفيه وعي مبكر وتأسيس منقطع في النقد العراقي للنقد الثقافي[6].

ثالثاً: عومل الأدب من خلال الأفراد أو أعلامهم كالزهاوي والرصافي مثلاً، دون فسح المجال للأدب بشكل عام أو لأعمال معاصريهم، وكان إذا تناول أعلام الأدب المعاصر فيقارنهم بنماذج الأدب السابق، كالعصر الأموي أو العباسي دون اعتبار غالباً لسمات كل من الأدبين، سواء المعاصر أو القديم.

رابعاً: إن التوصيف للأعمال الأدبية، عني بالجانب الفكري وعول عليه مثل؛ الإصلاح، والأخلاق، أكثر من العناية بمكونات هذه الأعمال.

خامساً: غالباً ما مزج نقد الأعمال بنقد السلوك الشخصي والاجتماعي. سادساً: إن الشعر استأثر باهتمام النقد على الرغم من وجود أجناس أخرى.

هذا التوصيف لا يقلل من قيمة هذا النقد وأهميته في التأسيس لما سيليه، وفيما سيتخذ من مناحٍ أسهمت الصحافة آنذاك في اتساع مساحتها، هذا فضلاً عن شروع حركة تأليف في الكتب، وهذا التحول من المقالة الصحفية إلى الكتاب سيرصن بشكل كبير الاتجاهات المنهجية في هذا النقد.

أما في الأربعينات والخمسينات فقد كان هناك منجز مهم في الشعر بل حداثة شعرية تمثلت بحركة الشعر الحر، لكن هذين العقدين في النقد كانا يتحركان بمعزل عن الحداثة الأوربية، ونقدنا كان يتعارض آنذاك مع أهم سمات هذه الحداثة التي هي الإيحاء بأن الكاتب لا هم له سوى الكتابة وبمعزل من الاتصال بالعالم خارج كتابته، وبذلك رفضت كل ما هو واقعي، أي أن الكاتب لم يعد يطمح إلى تحقيق التماثل بين عمله وما يصوره، بمعنى آخر أن الحداثة تكرس القطيعة ليس مع ما حولها وإنما تطال كل ما سبقها وهي بهذا التكريس للانقطاع إنما تتقمص العصامية التي تدعيها النظم الليبرالية الغربية، في حين الراهن العراقي والعربـي عموماً آنذاك كان يفرض نمطاً آخر غالباً في معالجة النص حيث كان الاحتفاء بالاتجاهات الاجتماعية في أوجّه، فالسنوات التي توازي ظهور النظريات الحداثية في الغرب، وخاصة في الخمسينات والستينات، يقابلها خروج الاستعمار الغربـي من أغلب البلدان العربية، ويقابلها ثقافة مشبعة بالثورية تقابل هذا الاستعمار، وعليه فليس من السهل التواصل آنذاك مع النظريات الغربية ليتأخر اللقاء بها إلى السبعينات والثمانينات وهي بداية النكوص للثورية العربية.

الصفحات