أنت هنا

قراءة كتاب شرابنل- على هامش بغداد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شرابنل- على هامش بغداد

شرابنل- على هامش بغداد

هذا الكتاب يتناول الفترة الواقعة بين صيف عام 2003 وصيف عام 2004. سنة واحدة من حياة كاتبة ألقى بها الدهر في أتون مدينة بغداد، لتصاحب زوجها الذي يعمل في السلك الدبلوماسي.

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
الصفحة رقم: 8
4-
 
 شيئا فشيئا صار لحضورها بصمات متعددة. عادات أخذت ترسم مسار يومها. أول هذه العادات هي أن تسبح كل صباح في مسبح الدار.
 
 كل شيء هادئ. صوت اطلاقات نارية يأتي من بعيد. حفيف سعف في الحديقة المجاورة. نخلة تشبه ميموزا هائلة بسعفات تحمل عذوقا كبيرة وتمر جاف، يوشوش حين تتشاجر الطيور على السعفات.
 
لم يكن البستاني مرتاحا لمنظر الزهور التي كان قد زرعها. كان قد أهمل الحديقة خلال الحرب، لم يستطع سقيها بانتظام، والآن يتشكى من هيئة المرجة المبعثرة ومن شكل الشجيرات المصفرّة. ولكنها ترى الحديقة جميلة ، غير أن الفنانين لا يشعرون دائما بالرضا أزاء ما تصنعه أناملهم. الحدائقي يعدها بأن الحديقة ستعود إلى ما كانت عليه خلال مدة عام، إذا ما بقيت هنا. سيصنع منها أجمل حدائق بغداد، بمرجة كثيرة الخضرة. الجَنْبات ستُشذّب وتنمو ورود لا يمكن رؤية مثيلها خارج هذا المكان.
 
 تعاود السباحة. تجبر نفسها على أداء عدد محدد من الأمتار رواحا ومجيئا حتى لتستغرق كليا بالتمرين، إذ لا يمكنها الذهاب إلى أي مكان. تلتزم بهذا التمرين يوميا مثل سجين يجبر نفسه على إتباع حركات رياضية حتى لا يصيب العطب جسمه. 
 
حولها يبدو كل شيء هادئا. نوى التمر الجاف يوشوش في العذوق حين تلامسه الريح. سعف النخلة يلامس أعلى الجدار. تسمع صلية نارية في البعيد.
 
تظنّ أنها وحيدة تماما، ولكن ذلك وهم، فهي ليست لوحدها أبدا. تعرف أن أحد الحراس قد صعد على السطح، يحمل الكلاشنكوف، وهو يراقب السطوح المجاورة فيما هي تسبح.

الصفحات