أنت هنا

قراءة كتاب أسئلة الحداثة في المسرح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أسئلة الحداثة في المسرح

أسئلة الحداثة في المسرح

لم تمض سنة على صدورالطبعة الأولى من كتابي :اسئلة الحداثة في المسرح" حيث نفذ من التداول، وهو الكتب الذي لقي اقبالا جيداوكتبت عنه عدة مقالات، بعذ أن أضيف إليه مجموعة من المقالات التي كتبتها خلال العام الماضي، وبالفعل فالكتاب بحلته الجديدة يحتوي على احدى عشرة

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
11
 
تفرض حركات الحداثة الثلاث مستوياتها على العالم كله،"المستوى التقني/الاقتصادي، والمستوى القانوني/ السياسي، والمستوى النفسي /الثقافي"(3). كما يشخص دانيال هيرفيوليجي مستويات الحداثة..إن محاولة أدامة البحث في العقل الإنساني، هي جزء من مهمة المسرح الحديث،وأن الإكثار من الأسئلة لايجاد حلول قانونية للمشكلات الاجتماعية، هي أيضا من صلب المسرح الحديث، وإن توفر ظروف تقنية وأدوات حديثة لإيصال فكرة النص لقطاعات واسعة من البشر وفي مناطقهم البعيدة هي الأخرى جزء من حداثة المسرح، وإن فهم الناس لما يدور حولهم من قضايا سياسية واقتصادية وطرق تعامل مع الشعوب، هي ايضا من مهمات حداثة المسرح. ولذا فلم بعد مسرح اليوم نصاً يعرض في صالة مغلقة، ولا هو ممثلين ومخرج وخشبة تبنى في مدينة ما، بل هو حلقة تاريخية في صراع الأفكار، هومجس حضاري لرؤية ما يعتمل في المجتمع والفكر والفن. من هنا تطلبت مهمة المسرح أداوت تقنية حديثة،وطرحاً فكرياً عقلياً جديداً، ولغة تبحث عن الجذور. هذه الديمومة من المسؤولية التاريخية ولدت أشكالا من التجارب الفكرية والفنية لرؤية حركةالإنسان بطريقة مغايرة لما كان يراها مفكرو القرون السابقة. وعبثا نضع مراحل أومفاصل بين التواريخ في مسيرة المسرح، فسلسلة التطور لم تنقطع فيه، وأساليب التفكير بمصائر الإنسان لم تعرض على طريقة واحدة. مادام الإنسان نفسه يتجدد عبر مفاصل تجريبية مهمة. ففاعلية مسرحية مثل "أوديب ملكا"،والتي أنتجت في عصوراليونان القديمة،كمنت في طرحها سؤال الوجود نفسه، الإنسان بمواجه قدره، في حين أن مسرحية "ماراصاد" التي اعدها بيتربروك والتي أنتجت في القرن العشرين عالجت مشكلة الإنسان في مواجهة الحرية. وعلى أن المسرحيتين تتمحوران حول الجنس، إلا أن الجنس في كان طريقا لبحث ماهية الوجود نفسه. وإذن، فأن مشكلة المسرح المعاصر لا تكمن في بحثه عن الحرية: حرية النص، حرية الاخراج، حرية الجسد، حرية التأويل، وحرية الشكل،فقط، بل عن الوجود نفسه. وبهذا المفهوم الشامل الذي يتعلق بكل مصائر البشر منذ آدم وحتى يومنا هذا، نجد المسرح يتحرك باتجاهنا نحن الذين نعيش في العالم الثالث المتأخر بأسئلته عن الغرب..من هنا تصبح ديمومة أسئلة المسرح عندنا ضرورة تاريخية ..

الصفحات