أنت هنا

قراءة كتاب أسئلة الحداثة في المسرح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أسئلة الحداثة في المسرح

أسئلة الحداثة في المسرح

لم تمض سنة على صدورالطبعة الأولى من كتابي :اسئلة الحداثة في المسرح" حيث نفذ من التداول، وهو الكتب الذي لقي اقبالا جيداوكتبت عنه عدة مقالات، بعذ أن أضيف إليه مجموعة من المقالات التي كتبتها خلال العام الماضي، وبالفعل فالكتاب بحلته الجديدة يحتوي على احدى عشرة

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
2- مفهوم الدراما وتوصيفها.
 
1
 
قبل الخوض بأسئلة الدراما، علينا أن نعرج على مفهومها الذي خضع أكثر من غيره إلى التحول والتنوع، ولعل أول المتغيرات التي حدثت في المسرح كانت تنصب على مفهوم الدراما نفسه، وميادين عملها من بعد. وسنجد لدى التأمل أن الدراما بعد أن إستقرت في القرن التاسع عشر على شيء من الوضوح،ستشهد في القرن العشرين تنوعاً في مفاهيمها بحيث تقترب كثيراً من مفهوم الشعرية اليوم.وإذن ماهي الدراما؟
 
في البدء، يمكننا ان نضع التوصيف العام التالي للدراما والدرامي، وهو توصيف نقدي. تعني كلمة الدراما "المسرحيات"، بينما تعني كلمة الدرامي صفة المسرحيات(1).. والدرامي صفة، تطلق على نصوص غير مسرحية أيضا. لكن الدرامي في المسرحية أقرب إلى التوصيف الدقيق منها في النصوص الأخرى، فالدرامي تعني أيضاً، وضمن بنائها المجازي،" الإستخدام الشعري – الخلاق للغة" كما يصفها دكتور ليفز(2). بمعى إن الدرامية صفة قارة في كل الفنون. ويمكنك أن توسع من دائرة الإستخدام الشعري للدرامي عندما تعتمد في النصوص المسرحية على المفارقة. فالمفارقة أقرب إلى الدرامي منها إلى الدراما، بوصفها تكويناً قائماً بذاته يعني المعنى وضديده في الوقت نفسه.
 
قطعت الدراما القرن الثامن عشر كله وهي تبحث لها عن موقع ما بين التراجيديا والكوميديا. وتتحدث الدراسات عن أن الدراما كمفهوم قد إتضحت في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وفي فرنسا على وجه التحديد. وهي ليس صنفاً أدبياً مثل التراجيديا والكوميديا، بل هي تكوين غائر في هذين الصنفين دون أن تنتمي لاحدهما دون الآخر.وقدإعتبرها مفكرو القرن الثامن عشر جنساً جديداً،لكنهم سرعان ما تراجعوا بعد أن وجدوا أنها ليست جنساً ولا نوعاً، بل شيء ما يتغلغل في التراجيديا وفي الكوميديا على حد سواء. ولوأننا عدنا لأرسطو، فإننا سنجده وهو يركز في كتاب الشعر على المأساة ويصفها بقوله: " فالمأساة،إذن،محاكاة فعل يتصف بالجدية وكذلك، لكونه ذا حجم، يتصف بالكمال في ذاته، بلغة ذات لواحق ممتعة، يؤتي بكل نوع منها منفرداً في أجزاء العمل،في شكل درامي لا قصصي، وفي أحداث تثير الأشفاق والخوف فتبلغ بوساطتها إلى تطهرها من تلك المشاعر."( 3 ) وتلفت هذه المقطوعة نظرنا إلى أن الشكل الدرامي يعني شكلا غير قصصي، شكلاً قائماً على " تقليد الأشخاص العاملين" ( 4 )، كما يشير إلى ذلك ميشال ليور. ولننتبه إلى كلمات " تقليد - أشخاص -عمل " وهي مفردات جدلية وليدة ثقافة مجتمع القرن الثامن عشر، حيث بدأت بوادر نهضة علمية تقوم على تقسيم العمل، بعد الثورة الصناعية الكبيرة وظهور تيارات فلسفية حديثة مثل السان سيمونية والماركسية.

الصفحات