أنت هنا

قراءة كتاب الحمامة بعباءتها السوداء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحمامة بعباءتها السوداء

الحمامة بعباءتها السوداء

من المفترض أنني مت، وأن آخر أنفاسي قد صعد إلى السماء، وأنني لن أستطيع فتح عيني مرة أخرى لرؤية هذا العالم، ولا أعرف أيضاً إن كنت لا أزال أتنفس بانتظام ونبضات قلبي تتسارع في مهامها اليومية.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
أفلتت الأفكار من زمام مخيلتي وضغطت بأصابعي على صدغي... أكاد أجن، قلبي لم يعد يحتمل كل هذا الألم.
 
"لم زججت بنفسي في هذا يا أنت..؟"
 
قال أو هكذا خلته يقول وهو يقوس حاجبه الأيمن ويغمض عينه اليسرى، في حين كان اللعاب يسيل من حافة فمه: "خبأت الكلمات تحت وسادة الأريكة ثمة صوت أنثوي يلاحقني، أسمع القهقات، وأشعر بقشعريرة تتنزه بين شعيرات جسدي. من أين يأتي هذا الصوت...؟ من أين...؟ رباه امنحني القوة في مجابهة هذه الأرواح التي تخنقني. الصوت يتصاعد ويرتفع أعلى وأعلى.. أصوات بشعورهن الطويلة، وأجنحتهن المتلاطمة يتراكضن كموج في مهب قارب بمحرك صاخب.."
 
"والخوف يتنامى.. هاهاهاهاهاها.. حفيف الأرجل يطرق على الحائط.. وهواء ساخن يمر بي .. يلفحني...، لساني معقود... لا يقوَ حتى على البسملة...، ينخفض الصوت رويداً رويداً... وفجأة يصمت المكان، استعدت أنفاسي أو بعض أنفاسي.
 
بسم الله، بسم الله.
 
تتحرك أصابعي نحو الوسادة تفتش تحتها... لا شيء...! أقلب الوسادة أرفعها إلى الأعلى! أين اختفت الكلمات... أين؟
 
اللعنة... هل حملتها صاحبة الضحكات، إلى أين أخذتها؟
 
لماذا أنا حزينة على فقدها؟ ما الذي تمثله لي...؟ منذ أن التقيتها وحياتي معكوسة كأنني أنظر لمرآة محدبة!
 
فلترحل هي وصاحبتها اللعينة.
 
شعرت بيأس وخوف وضياع وطفقت أتأوه بمرارة : "آه...، ليتني أعثر عليها... أضحت جزءاً لا يتجزأ مني، أيها الأوغاد أعيدوها لي، كم من السنوات بقيت في بطن ذلك البيت المهجور، البيت الخرِب ولم تأخذوها، لماذا الآن بعد أن عثرت عليها تسلبوها مني؟ أعيدوها...!"
 
تك... تك...
 
جلت ببصري نحو الساعة المعلقة كنصب تذكاري صوب الحائط، حيث عقارب الساعة تفرك عينها...، الثالثة بعد منتصف الليل..."
 
فجأة لاحظت تساقط حروف وكلمات ملونة من ثنايا عقارب الساعة مع كل تكة تتساقط مجموعة من الجمل، بقيت محدقة وأنفاسي مكبوتة، وصوتي مسجون داخل حنجرتي, أفكاري مشوشة، الكلمات تتساقط وتنهض لتسير على الأرض وتتسلق الأريكة...
 
تلك الأريكة المتهالكة ببطنها المبقور، حيث تشاهد أمعاءها الإسفنجية من بعيد، عادت مكانها الذي وضعتها فيه! لكن هذه المرة كانت في الصندوق!
 
"أنى لهذا الصندوق القدوم إلى هنا؟ تركته إلى جانب الشجرة الهرمة، هل تركته هناك؟ أظنه سقط في الحفرة الكبيرة من أعاده... من؟"

الصفحات