إن الموضوع الأساسي لمحاضراتي العامة وكذلك الموضوع الأساسي لهذا الكتاب يتلخص في ضرورة التحرك المتكامل النشط من أجل تحقيق أي هدف مهما كان شكله ونوعه.
You are here
قراءة كتاب الغبي ينجح
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
بالإرادة استطاع شاب يعمل بالسياسة أن يتخلص نهائيًا من قلقه ومخاوفه:
إنني أحرص حين ذهابي في محاضرة عامة إلى الأقاليم الريفية على أن التقي بالشباب من أهالي تلك الأقاليم بعد انتهاء كل محاضرة. ويرجع السبب في هذا إلى إيماني الكامل بأن الشباب على وجه الخصوص يستطيعون تحويل المستحيل إلى ممكن، وبأن اليابان من الآن فصاعدًا يجب أن تتغير على أيادي الشباب، والنموذج التالي الذي سأقدمه لكم هو حكاية شاب قابلته في إحدى المدن الإقليمية، وعمر هذا الشاب 35 عامًا، وقد قدم نفسه لي وهو يبرز بطاقة تعريفه الشخصية والمكتوب فيها أنه عضو بأحد مجالس محليات مدن الأقاليم، والواضح من عمره الصغير هذا، أنه ولا شك خاض معترك السياسة برغبة وطموح شديدين من أجل تحسين الأوضاع في مدينته، ويبدو أنه قام بمجهود كبير في ذلك المجال.
ولكن على عكس أسلوبه السريع في الكلام ونشاطه وطاقته الواضحة فقد شعرت في مكان ما بشيء من الحيرة فيه، وكأنه يصطدم في حياته بجدار عال، وحين أفضيت إليه بما شعرت به أومأ برأسه موافقاً على ما قلته له، ثم بدأ الحديث قائلا: "إنك على حق".
لقد أخبرني أنه نجح في الانتخابات من أول مرة يخوضها، وذلك بفضل الجو العام السائد من الرغبة في استقدام أوجه جديدة شابه للمجلس المحلى، لكنه لا يضمن النجاح في الانتخابات القادمة. عادةً يقول الناس أن الانتخابات هي عبارة عن ثلاثة أشياء: "القاعدة الشعبية والجاذبية والحقيبة"، وبالتفكير في إمكانياته بدى لي أن ما يملكه من الثلاثة أشياء هذه هو الجاذبية فقط، جاذبية أنه شاب ولكن هذا فقط لن يؤدى لنجاحه في الانتخابات. وقد قال لي أن أعضاء المجلس المحلي من الشيوخ القدامى ينوون قلب الموازين، وأنه يشك في أن تسعفه جاذبيته كشاب فقط في المعركة الانتخابية القادمة. ثم قال لي: إنه بالطبع ينوى بذل كل مجهوده من أجل مواطني دائرته الانتخابية، لكنه لا يستطيع استقراء رد فعل الناخبين من المواطنين وهو الأمر الذي سيحسم المعركة. وهنا أجبته على الفور قائلا: "أعتقد أنك في المعركة الانتخابية القادمة سوف تخسر، وحتى لو كسبت فسوف تكون في ذيل قائمة الفائزين، أليس كذلك ؟"
وفي اللحظة التي انتهيت فيها من جملتي رمقني بنظرة تعجب واستغراب، لكنني لم أعبأ بتلك النظرة واستطردت قائلا: "بالطبع – ألا تعتقد ذلك ؟ إنك تفكر في أمر تافه للغاية، ومع ذلك تقول إنها مصلحة المواطنين، إذا كنت حقًا تفكر في مصلحة المواطنين أو مصلحة الناس، فعليك أن تفكر في أمور أكثر من ذلك".