You are here

قراءة كتاب الإذاعة والبرامج الجماهيرية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإذاعة والبرامج الجماهيرية

الإذاعة والبرامج الجماهيرية

كتاب "الإذاعة والبرامج الجماهيرية"، هذا الكتاب محاولة لإلقاء الضوء على مختلف أنواع البرامج الجماهيرية التي تحاول الإذاعات تقديمها للمستمعين وتحاول إشراك أكبر عدد ممكن منهم فيها، سواء بالمشاركة الفعلية داخل الأستوديو أو بالاستماع والتفاعل والتعبير عن رد الفع

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 7
 الكتابة للإذاعة 
 
إن الكتابة هي الفن، الذي هو الخلق الكامن في طبيعة الإنسان، والأسلوب الذي يجعل الفنان أو الكاتب بارعاً في صنعته هو الطريق الذي يتبعه ليتم العمل كأحسن ما يكون فما هي الحرفية (التكنيك)؟
 
إنها تنقسم إلى جزئين: جزء صناعة وجزء آخر فن.. ولكي تتم دراسة التكنيك ينبغي دراسة الخامة، أي أن الكاتب عليه أن يعرف خامات الكتابة، وأول هذه الخامات هي الكلمة التي هي الصوت الذي يصدر عن الإنسان ويتوارثه الأفراد، فالكلمة هي صورة صوتية، تتحول إلى صورة ذهنية في الحال تتفاعل مع الفرد وتعطي معناً معيناً.
 
وإذا كانت الكلمة هي الخامة الأولى فمن هذه الكلمة تتكون الجملة وهي أصعب من الكلمة لأنها مركبة وعبارة عن صورة ذهنية أوسع وأعم، وبتركيب الكلمة في الجملة تختلف الصورة.
 
وتركيب الكلمات في الجمل يعطي للكاتب ما تعطيه خفة اليد عند الحاوي، ولكي يمكن نقل الصورة الذهنية للمستمع يجب أن يكون تركيب الجملة سليماً، ولكي يمكن تركيب جملة لابد من دراسة اللغة، ومن أجل الكتابة بمقدرة يجب تملك اللغة التي تتم الكتابة بها تملكاً تاماً بحيث يكون في الإمكان استخدام مصطلحاتها وتراكيبها ويمكن القياس عليها، وإدخال مصطلحات جديدة كما يحدث عند فطاحل اللغة.
 
إن اللغة لها قواعدها وحدودها في تأليف الكلام، غير أن هذه القواعد والحدود لا يمكن حصرها حصراً كاملاً، أو تقديمها في صورة قوانين وقوالب جامدة، بحيث يستطيع من يستوعبها أن يأتي بكلامه مؤلفاً على وجه مقبول.
 
إن جودة التحرير تقوم على جودة التأليف وحسن النظم، وهما أمران يحتاجان إلى قدر كبير من الدربة والمرانة، ويعتمدان الممارسة والمعاناة الفعالة، بالإضافة إلى الإلمام بقوانين تأليف الكلام وقواعد النظم السليم.
 
وبالنسبة للعامية والفصحى، فالذي يسمح له أن يكتب بأسلوب خاص يجب أن يكون سيداً للغة التقليدية، بحيث يمكنه أن يأخذ اللون الذي يريده ويصنعه، وإذا لم يكن متمكناً من اللغة الفصحى وحاول الكتابة بلغة عامية، فهذا يعنى أنه يتخبط بجهل ويكتب بدون فهم، إن الذي يكتب بالعامية دون دراسة لغته دراسة سليمة وكاملة يعتبر جاهلاً، ذلك أن العامية لا تستطيع أن تعبّر عن كل شيء.
 
وإذا كانت مهارة الفنان تكمن في قدرته على إعطاء السهل الممتنع المتمثل في إعطاء الألفاظ التي نألف معانيها ونفهمها في أسلوب ليس عندنا فقط بل في جميع اللغات بالنسبة للشعوب، وإذا قلنا أن الخامة أو المادة الأولى هي الكلمة ثم الجملة وهي عبارة عن تركيب الكلمات بشكل معين لتعطي الصورة الذهنية... فإن المادة الثانية هي الشيء الذي نحس به، ونشعر أننا نريد أن نعطيه للناس، وهذا الشيء عبارة عن مركب مما يحدث حولنا ونحن طرف فيه ويبيّن شخصيتنا.

Pages