You are here

قراءة كتاب الإذاعة والبرامج الجماهيرية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإذاعة والبرامج الجماهيرية

الإذاعة والبرامج الجماهيرية

كتاب "الإذاعة والبرامج الجماهيرية"، هذا الكتاب محاولة لإلقاء الضوء على مختلف أنواع البرامج الجماهيرية التي تحاول الإذاعات تقديمها للمستمعين وتحاول إشراك أكبر عدد ممكن منهم فيها، سواء بالمشاركة الفعلية داخل الأستوديو أو بالاستماع والتفاعل والتعبير عن رد الفع

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 8
فالمادة الأولى والثانية إذن هما ما كتب به لإعطائه للناس، أما المادة الثالثة فهي الموهبة الفنية أو الكلمة الفنية، وهي المقدرة على تحويل المادة إلى مادة مقبولة نافذة نافعة مسيطرة، وهذه الموهبة أو الملكة يمكن تهذيبها وصقلها، ولكن لا يمكن أن تكتسب أبداً، إذن المادة الثالثة هي مادة خام لا تكتسب ولكن تصقل وتهذب ويتم إثراؤها.
 
إن تأليف الكلام يحتاج إلى مراعاة ثلاثة أشياء متصلة، أولها يتعلق باختيار الألفاظ المفردة التي تتسم بسمات ثلاث هي:
 
1. خلوها من التنافر.
 
2. كونها مألوفة مأنوسة.
 
3. لا تخالف العرف العام والاستعمال الشائع.
 
وثانيها: يختص  بنظم الكلام، أو ما يسميه بعضهم بالنظم، ويخضع هذا النظام لقواعد وقوانين معينة يرتضيها العرف العام والاستعمال المقبول في البيئة اللغوية الخاصة، والنظم هو أن تختار الألفاظ المناسبة ثم تعمد إليها فترتبها في التركيب اللغوي تركيباً مخصوصاً، وتؤلف فيما بينها تأليفاً ترتضيه قواعد اللغة، بحيث يخرج التركيب التحريري كلاً متكاملاً، متسق الأجزاء مرتبط الوحدات الداخلية خالياً من التشاذ والشذوذ.
 
أما ثالثها: فهو مراعاة الغرض المقصود من الكلام، أو ما يشار إليه أحياناً وجود مطابقة الكلام لمقتضي الحال ولمقتضيات الوسيلة الإعلامية كذلك.
 
هذا وأنت تكتب يجب إدخال جميع مستويات المستمعين في ذهنك وكذلك القارئين، وكلما أغربت في كلامك، وبحثت عن الكلمات الجامدة والضخمة ابتعد عنك جمهور المستمعين.
 
والواقع أن الجمل البليغة هي التي يستطيع الناس فهمها بسهولة ولا يمكن في يوم من الأيام أن يكون التعقيد هو البلاغة. ويجب أن يكون الكاتب سيداً على لغته وأن يكون لديه مادة يعطيها لغيره، كما لا بد أن تكون لديه الموهبة الطبيعية للفن.
 
والكتابة هي ظاهرة تحدث عندما تنفعل شخصية الكاتب انفعالاً بما يجري حوله، تجعل هذه الكتابة أو هذا الانفعال شيئاً جديداً يخرج منه شيء جديد، هو ليس ترجمة لما يحدث حوله، بل هو شيء جديد.
 
ومن الجدير بالانتباه أن الفرق بين الفن والطبيعة هو أن الطبيعة تستطيع أن تفعل، أن تنتج الزهرة مثلاً بنفس المواصفات كما هي تماماً في حين أن الفنان لا يستطيع أن يكرر نفسه أو عمله مرتين متشابهتين، بمعنى أن الذي يكتب قصة لا يستطيع أن يكتب القصة كما هي مرة أخرى بل لابد أن يجدد فيها وينفعل بها ومن هذا الانفعال ينتج شيء جديد يسمى كتابة فنية، وهي من أبرز وسائل التطور في حياة الإنسان بما تتسم به من القدرة على التغيير مع الاحتفاظ بالأصالة.
 
وتشبّه عملية الانفعال الذي يصدر عنه شيء جديد بالمعادلة التي تقول أن الصراع بين الشيء وضده ينتج الاستمرار والاستمرار هو شيء جديد لا هو الشيء ولا هو ضده. ويشبه الشيء الجديد بصراع بين ثقل وحبة قمح، فعندما حطم القمحة ينتج شيء جديد هو الدقيق.
 
والكتابة هي الظاهرة الجديدة الناجمة عن تفاعل ظاهرة الشخصية الناضجة بالأحداث المحيطة. والكاتب يجب أن يعتبر نفسه خزان معلومات لابد أن يغذي هذا الخزان باستمرار، ولم يكن عبثاً أن نرث في تعبيراتنا اللغوية "كاتب فاضي" أي أن الخزّان فارغ، بمعنى أن الكاتب لا يجيب على الأسئلة التي تنفعل في الصدر أي أنه لا يعيش في عصرنا.
 
والكاتب يجب أن يتجدد باستمرار وهذا يأتي بالانفعالات الحالية الناتجة عن الأحداث، فإذا لم يعطنا فهو إما فارغ أو قديم.
 
ومن الأسئلة على الملء بالنسبة للكاتب أو المتحدث في موضوع آني وفي وقته، إذا أردت أن تصف مباراة، فإذا لم تكن تعرف كل قوانين اللعبة والمساحات وعدد اللاعبين واتساع المرمى أو الهدف وغير ذلك فإنك لا تستطيع أن تقنع المتلقي بالكلام الذي تقوله، لأنه سوف يحس أنك "فارغ"، وهذا يعني بأن الصلة بينك وبين المتلقي أو المستمع قد انتهت.
 
إذن فالكاتب في الإذاعة مضطر لأن يكون موسوعة من المعلومات ولده أساس يعتمد عليه بحيث إذا جاء موضوع سهل استكمل معلوماته منه.
 
والقراءة هي من مواد الانشغال لملء الفراغ عند الناس والأفضل من هذا القراءة والاحتكاك بالناس، وكذلك الدخول معهم في نقاش حتى لو أتهم من قبلهم بأنه فضولي.

Pages