كتاب "الإذاعة والبرامج الجماهيرية"، هذا الكتاب محاولة لإلقاء الضوء على مختلف أنواع البرامج الجماهيرية التي تحاول الإذاعات تقديمها للمستمعين وتحاول إشراك أكبر عدد ممكن منهم فيها، سواء بالمشاركة الفعلية داخل الأستوديو أو بالاستماع والتفاعل والتعبير عن رد الفع
You are here
قراءة كتاب الإذاعة والبرامج الجماهيرية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
طريقة إيصال الفكرة للآخرين
توجد ثلاث طرق لإيصال الفكرة للآخرين:
1. طريقة عينية. ما يقرأ أو يشاهد.
2. طريقة سمعية. ما يسمع فقط.
3. وتوجد طريقة عينية سمعية مثل السينما والتلفزيون، فالإذاعة سمعية إذن الكتابة يجب أن تكون شفوية، والكتابة الشفوية تتطلب الألفة، وأسلوب الشفوية مثله مثل أي أسلوب في الكتابة يجب أن يحتوي على أي شيء يقال ويصل إلى المستمع ليفهمه، فما هو المضمون؟ وما هي أوصاف الشيء الذي يجب أن يسمعه المستمع؟
1. أنه شيء جديد مبتكر، أو شيء مسلٍ.
2. أن تكون عبارته جميلة، ويتطلب هذا بأن تكون العبارة قوية وسليمة التركيب.
3. أن تكون كل كلمة لازمة في تسلسل معنى الجملة بلا زيادة ولا نقصان، فزيادة أو نقص كلمات في جملة ما يسيء إليها على أساس أننا نكتب ونصنع شيئاً فنياً.
4. عندما يوجز الكاتب في الكلام مثل قوله للمستمع كُلْ، فهذه أفضل من أن يفسر له لماذا يقول كل.
5. قوة التركيب تتوقف على العلاقة بين مختلف الكلمات، ويجب أن تكون العلاقة بين مختلف الفقرات واضحة أو محسوسة مما يجعل الكتابة قريبة من الشفاهية.
6. الإيجاز يعطي قوة تمنع وتفهم.
7. الصراحة في الكتابة، والمقصود بها الوضوح، الذي يعني الاتجاه المباشر إلى المعنى الذي تقصده.
وإذا كان الإيجاز من المبالغة ومن خصائص المشافهة، فإنه في الإذاعة مطلوب جداً لأن وقت الإذاعة محسوب، فالإيجاز هو إبلاغ الفكرة في أقل عدد من الكلمات على أن تفهم.
والكلمة التي تتركب منها الجملة البليغة يجب أن تمتاز بالدقة في المعنى وتمتاز بملاءمتها للموضوع، ويجب أن تكون محددة المعنى وليس فيها تعميم، والكلمات والجمل يجب أن تكون خالية من البديع، فمفهوم البديع في الإذاعة هو ما يساعد المستمع على فهم ما يسمع، والكلمات يجب أن لا تعمّ عدداً من المعاني إذ يجب أن تحدد الكلمة في معناها. ومن المبالغة استعمال الكلمات ذات الجرس، فكثرة استعمالها غير مقبول بتاتاً، وهناك معيار معين نعرف من خلاله كم تكون الجرعة التي نعطيها للمستمع من محسنات، حيث توجد قاعدة لذلك وهي أنه إذا كانت الإذاعة تعتمد على لغة المشافهة فاعلم أن هذه اللغة (أي لغة المشافهة) تحتوي على مفردات تساوي ثلث المفردات المستعملة بشكل عام في اللغة.
والكتابة في الجريدة تعطيك وعاءاً أصماً أنت تحركه من خلال قراءتك له، لما في الإذاعة فلا يمكن أن تصل إلى الكتابة إلاّ من خلال القراءة والتقديم، ومعنى ذلك أنه لا بد من وجود شخصية تعطي هذه الكتابة حقها، فإما أن تقتل النص أو ترفعه، والذي يؤدي إلى كلام يجب أن يوهم المستمع أنه يرتجله حتى يألف المستمع ذلك فيحس بأن المؤدي يرتجل بمعنى أن المؤدي يمثل على المستمع أي يوهمه، والإيهام أصل من أصول الفن.
وأسلوب اللغة يحدده الموضوع فالكلام عن الشعور يختلف عن الخطابة أو عن نص من الدستور أو عن قانون من القوانين، فالذي يحدد البعد والقرب هو الموضوع.
والجملة في الإذاعة يجب أن تكون قصيرة وأن تكون صورة ذهنية، وكلما كانت الصورة الذهنية أقصر كلما كانت أوضح، ويجب أن يكون هناك تغيير في الجمل، لأن التغيير يعطي حيوية، وينوّع في موسيقى الكلام ليعطي للجمل من حين إلى آخر لوناً جديداً.
ويعتبر تعدد الأصوات من المحسنات التي تعمل في الأداء بمعنى أنك إذا أعطيت فقرة لصوت والفقرة التالية لصوت آخر كما يحدث بالنسبة لقراءة النشرة فإن ذلك يعطي حيوية التناسق في الأصوات، ولا بد أن يكون بين الأصوات التي تشترك في الأداء تناسق موسيقي.
ولا بد من الاعتناء بكتابة الأخبار وبطريقة تنظيم النشرة وتوقيتها وإحاطتها بمادة جذابة لجذب المستمع وهذا يتطلب تحسين ما بداخلها أي الأخبار من حيث المضمون والأسلوب والصياغة ولا بد من توفر عنصر التشويش الذي ينطوي على الابتعاد عن الموضوعات الجافة المجردة، غير أن جوهر الفن الإعلامي يكمن حقيقة في تقديم الخبر الجاد والموضوع المفيد والمعلومات الدقيقة بأسلوب شائق ممتع مفهوم مثير للفكر، وذلك يتطلب بطبيعة الحال تنوع الموضوعات وشمولها حتى تجد كل فئة من الناس بغيتها.