كتاب "إدارة المواد"، اشتمل على أربعة عشر فصلا، تضمن الأول مقدمة في إدارة المواد من حيث المفهوم والأهمية والأهداف ثم تنظيم إدارة المواد وتوضيح العلاقة بين هذه الإدارة والإدارات الأخرى في الوحدة الاقتصادية.
You are here
قراءة كتاب إدارة المواد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
المبحث الأول : مفهوم وأهمية إدارة المواد
Concept and Importance of Materials Management
أولا: مفهوم إدارة المواد
Concept Of Materials Management
شهد مجال العمل الصناعي والتجاري في العصر الحديث مولد مفهوم إدارة المواد، والذي حظي بقبول متزايد من جانب المشتغلين بالعلوم الإدارية، كما أن هناك سعيا دائبا يبذله المسؤولون في الوحدات الاقتصادية من أجل تطبيق هذا المفهوم عند إعادة تنظيم وحداتهم.
إن الاتجاه الحديث لإسناد عملية تقدير الاحتياجات من المواد وشرائها ونقلها واستلامها وفحصها وخزنها بدأ في أوائل عام1950(1) حين اتجهت بعض الوحدات العاملة في مجال الصناعات الكهربائية والإلكترونية وصناعة الطائرات نحو إدارة المواد وإنجاز وظيفة الشراء من قبلها، ثم اتسع عدد الوحدات التي أخذت بهذا المنحى لتصل في منتصف عام 1960 إلى مئات الوحدات. وبعد هذا التاريخ اتسع تطبيق مفهوم إدارة المواد في الوحدات الصناعية والتجارية على السواء في الدول المتقدمة صناعيا كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية وفرنسا.
إن لفظ المواد يشمل كل من المواد الأولية، والأجزاء النصف المصنعة، والمنتج النهائي، وبالتالي فإن من أعمال إدارة المواد جدولة الطلبات وإرسالها ومتابعتها، وقد تم تعريف إدارة المواد على أنها الإدارة المسؤولة عن التخطيط للحصول على المواد المختلفة وتوفيرها وتخزينها والسيطرة عليها وبالشكل الذي يحقق افضل استخدام للموارد المتاحة من تسهيلات وأفـراد واموال مع خدمة المستهلكين في الإطار المحدد في الأهداف العامة للوحدة الاقتصادية(2)، وتعرف أيضا بأنها الإدارة التي تمارس الأنشطة التي تتعلق بالمواد كالتخطيط لها والعمل على توفيرها وخزنها ومناولتها وتوزيعها(3).
بناء على ذلك يمكن القول بأن إدارة المواد هي الإدارة التي تطبق الأسس والمبادئ العلمية المتعلقة بتحديد الاحتياجات من المواد وشرائها ونقلها واستلامها وفحصها وتخزينها ومناولتها، حتى تصبح منتجات تامة الصنع وشحنها للأسواق وتجميع المردودات والمخلفات والتخلص منها وإلى غير ذلك من نشاطات والتي تتفق وظروف كل وحدة اقتصادية.
إن عنصر المواد ينفرد عن باقي عناصر الإنتاج بسرعة دورانه واستخدامه واستهلاكه، وتكرار الحصول عليه، وتعدد أنواعه ودرجات جودته واسعاره، وتغير مكانه أثناء هذا الدوران من السوق كمواد خام حتى يصل للمستهلك كسلعة تامة الصنع، مما يحتاج ذلك إلى إدارة ماهرة ومبدعة يمكن لها أن توفر الاحتياجات من المواد المختلفة بالكمية المطلوبة والجودة المحددة وبالسعر المناسب والزمان والمكان الملائمين.
إن الأهمية الخاصة لإدارة المواد تبرز من خلال توفير احتياجات الإنتاج من المستلزمات المادية بشكل يحقق استمرار نشاطاتها بأعلى كفاءة وتأمين تدفق هذه الاحتياجات بالشكل الصحيح يمثل شريان الحياة من جهة ومن جهة أخرى، فإن اتساع نطاق التوزيع المادي وزيادة دورة في تحقيق أهداف الوحدة الاقتصادية يضيف اهتماما خاصا لنشاطات إدارة المواد من شراء وتحديد الموردين، والمبادلة في الشراء، ومناولة المواد وتخزينها، وتخطيط ورقابة المخزون وإلى غير ذلك من نشاطات تتعلق بالمواد التي تتعامل بها.
لذا لا يمكن إغفال أهمية إدارة المواد في عالمنا الصناعي المتطور، فأنها لا تؤثر في صناعة معينة فحسب بل إنما تتعداه لتشمل النشاط الاقتصادي بكامله، فوجود إدارة كفء للمواد يساعد في خفض كلف المواد بنسبة 5% تقريبا، وهناك دلائل تثبت أن الإدارة الماهرة والمدركة قد تمكنت في كثير من الأحيان من توفير 5% من الكلفة الكلية للمنتج النهائي(4).