نافذة على القصة القصيرة الفارسية الحديثة، كتاب أدبي نقدي للدكتور احسان صادق اللواتي الاستاذ في جامعة السلطان قابوس في مسقط، صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2011، يتناول الكتاب القصة القصيرة الفارسية الحديثة، ويقول مؤلف الكتاب في تعريفه لعمله: هذ
You are here
قراءة كتاب نافذة على القصة القصيرة الفارسية الحديثة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
وأما المرحلة الثانية فتبدأ بعد 28 مرداد 1332 هـ·ش (= 1953م )، وتضم كتّاباً من مثل: تقي مدرسي، وعلي محمد أفغاني، وهوشنگ گلشيري، وغزالة عليزاده· وتنماز مؤلفات هذه المرحلة عن مؤلفات المرحلة السابقة بخصائص أهمها: الموضوعات النفسانية، وذكريات مرحلتي الطفولة والشباب، والموضوعات المتعلقة بالمناطق والقرى، والاهتمام بالأساطير المحلية والقومية·
وأما المرحلة الأخيرة فتتناول نتاجات ما بعد تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية في عام 1979م، وفيها ظهرت اتجاهات أدبية مختلفة ومتفاوتة فيما بينها، إلى حد قد يصل أحياناً إلى التناقض؛ لذا استحقت المرحلة -فيما يرى صادقي - أن توصف بـ عدم الانسجام ففي السنوات الأولى بعد نجاح الثورة شهدت الكتابة القصصية تطوراً واضحاً تمثل في زيادة عدد الكتاب - لا سيما النساء - مقارنة بعددهم فيما قبل الثورة، لكن هذا التطور الكمي لم يترافق مع تطور نوعي وكيفي في النتاجات القصصية ذاتها، فقد حرص الكتاب الإسلاميون على أن تكون قصصهم ذات هوية دينية واضحة، ومرتبطة بالأحداث السياسية والاجتماعية اليومية، ولم يبرز لديهم حرص مماثل على الإجادة في النواحي اللغوية والتقنية المرتبطة بفنيات القصّ·
وبعد مضيّ سنوات عدة، ترك أغلب الكتّاب طريقتهم هذه وعادوا إلى تجريبية القصة القصيرة المعاصرة واعتنوا بجوانبها الفنية· ومن الكتّاب من أفرط في تأثره بالحداثة وما بعدها إلى حدّ قلّ معه ارتباطه بالناس والمحيط الاجتماعي· وثمة فريق من الكتّاب أيضاً حاولوا ألاّ يقطعوا صلتهم بأسلافهم من الكتّاب الإيرانيين المعروفين، وفي الوقت نفسه سعوا إلى الإفادة من الجديد الذي وصلت إليه الكتابة القصصية العالمية المعاصرة· ويخلص صادقي إلى القول بأن علينا أن نمهل هذه المرحلة مدة من الزمن تكون كافية لاتضاح معالمها واستقرار صورتها الأدبية·