You are here

قراءة كتاب نافذة على القصة القصيرة الفارسية الحديثة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نافذة على القصة القصيرة الفارسية الحديثة

نافذة على القصة القصيرة الفارسية الحديثة

نافذة على القصة القصيرة الفارسية الحديثة، كتاب أدبي نقدي للدكتور احسان صادق اللواتي الاستاذ في جامعة السلطان قابوس في مسقط، صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2011،  يتناول الكتاب القصة القصيرة الفارسية الحديثة، ويقول مؤلف الكتاب في تعريفه لعمله: هذ

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
في صباح اليوم التالي، لم يجنِ من أسئلته التي وجهها إليها أية فائدة، كأن الفتاة كانت قد أقسمت ألاّ تقول شيئاً عن نفسها؛ ولهذا سمّاها خداداد لال أو لالو وتحوّل الاسم تدريجياً إلى لاله الأمر الغريب هو أنَّ ذلك الوقت لم يكن مصيف الغجر أو مشتاهم، فلم يكن في وسع خداداد أن يعرف ما إذا كانت هذه الفتاة قد جاءته من الأرض أم من السماء· خرج من بيته الصغير وأخذ يتتبع آثار خطاها، لكن هذه الآثار سرعان ما كانت تختفي على الأوراق الرطبة الممتدة· سأل طحان عين علا فكان جوابه بالنفي، وبالنتيجة صمًّم خداداد على أن يحتفظ بالطفلة إلى حين العثور على ذويها·
 
كانت لاله طفلة في الثانية عشرة من عمرها، حنطية البشرة، ذات وجه مليح وعينين أخّاذتين وخال أزرق موشوم على يدها ووسط جبهتها· وطوال السنوات الأربع التي قضتها لاله في بيت خداداد سعى كثيراً في البحث عن أقاربها، لكن أحداً من الغجر لم يعرفها· ثم لم يعد خداداد يميل إلى التخلي عن لاله! لقد تكونت في نفسه علاقة خاصة تربطه بها، لم تكن علاقة أب بأولاده، لكنه أحبّها كما يحب الرجل المرأة·
 
في ذلك الوقت الذي سرت فيه وسوسة العشق إلى رأسه، ربط في وسط الغرفة حبلاً وغطّاه بستارة حتى يفصل بين مكاني نومهما· وأكثر ما كان يؤذيه أن لاله كانت تستعمل كلمة بابا في مخاطبته، فكانت حالته تتغير كلما سمع هذه الكلمة منها· وعند عودته إلى بيته يوماً ما لاحظ دجاجتين قرب البيت، كان كثيراً ما نصح لاله وذكرّها بقبح السرقة وخوّفها من أن تحترق بالنار، لكنه كلما فعل هذا ظهرت على شفتيها ابتسامة شيطانية وتخلصت من الموقف بعذرٍ ما· 
 
كانت لاله مولعة بالتنزه، فإذا أجبرها هطول المطر ليومين أو ثلاثة أيام متتابعة على البقاء في البيت انقلبت صامتة حزينة، وإذا تحسن الجو خرجت للنزهة مع خداداد أو وحدها· كانت في الغالب تخرج وحدها، وهذا مـا دعا خداداد إلى إساءة الظن بها، فقد رآها مرتين أو ثلاثاً مع عباس الراعي الذي بات يراه منافساً له، بل إنه رآهما يوماً وعباس يقطف توت العليق ويضعه في فمها·

Pages