قراءة كتاب من المكلا الى الخبر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من المكلا الى الخبر

من المكلا الى الخبر

في رواية "من المكلا الى الخبر" للكاتب البحريني د. عبد الله المدني،  رحلة رومانسية كاملة من الحنين الى الماضي والمكان القديم وسط تبدل الامكنة والى الحب القديم.. الى الحزن وموت حبيب دون ان نستطيع وداعه.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
قال البعض إن سعيداً ربما يتصيد صبية الفريج الصغار ويغريهم بالحلويات أو المياه الغازية أو الألعاب المجانية ليدخلهم إلى مخدعه من أجل ممارسة اللواط! البعض الآخر إستنكر مثل هذا الإتهام بحق رجل مسالم لم ير أحد قط منه شيئاً مسيئا، مضيفين أن الأيام سوف تكشف سره، إنْ كان هناك ثمة سر!
 
لم يمض وقت طويل إلا واللثام يـُماط عن السر! حدث ذلك حينما داهمت الشرطة الدينية(6) في ظهيرة أحد الأيام دكان سعيد، واعتقلته، وأخرجته أمام الملأ المتجمهر وهو مكبل اليدين، فيما تم إغلاق محله بالشمع الأحمر· تبين حينذاك فقط أن الرجل بريء تماما من تهمة ممارسة اللواط التي علكت سيرته وشوهت سمعته· تبين للجميع أن سبب غيابه المتكرر والطويل داخل مخدعه البائس، المؤثث بسرير حديدي قديم، وطاولة خشبية مهترئة، وموقد بدائي لطبخ الشاي وتسخين الفول، كان فقط من أجل تناول جرعات من الخمور المحلية التي كان يعدها بنفسه، بل ويروجها بيعاً في أوساط من يثق فيهم من أبناء الجاليات الوافدة·
 
انتابت سالمين مشاعر مختلطة إزاء هذا الحدث· فمن جهة كان حزينا لما سوف يؤول إليه مصير سعيد، وهو السجن ثم الجلد ثم التسفير إلى خارج البلاد، لكنه من جهة أخرى بدا سالمين فرحا بزوال منافس خطير من طريقه· منذ تلك اللحظة بدأ سالمين يتحرك ويخطط لوضع يده على دكان سعيد كي ينقل تجارته إليه، وبالتالي يستفيد من موقعه المتميز ومساحته الأكبر نسبيا·
 
حينما صدر الحكم بجلد سعيد 80 جلدة لشربه المنكر وبيعه، تجمهر عدد كبير من سكان وصبية الفريج وغيرهم من الفضوليين أمام الجامع الكبير(7) فيالخبر لمشاهدة العملية من ألفها إلى يائها· كانت أحكام الجلد وقطع الأطراف الصادرة بحق مروجي وصانعي وشاربي الخمور، والسراق واللصوص، وممارسي الزنا واللواط تنفذ على مرأى من الناس بعد صلاة يوم الجمعة لتكون عبرة وعظة· بعد سنوات طويلة غيرت السلطات هذا الأسلوب العلني في تنفيذ العقوبة، وصارت تنفذها داخل السجون· كان سالمين من ضمن الذين حضروا مهرجـــــان الجلد· ساءه المنظر كثيرا· ساءته أيضا تعليقات وشماتة بعض المتعصبين وذوي النزعة العنصرية· فعاهد نفسه ألا يتورط في أي عمل أو نشاط يؤذي سمعته أو يعيق ما جاء لتحقيقه من طموحات·

Pages