قراءة كتاب من المكلا الى الخبر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من المكلا الى الخبر

من المكلا الى الخبر

في رواية "من المكلا الى الخبر" للكاتب البحريني د. عبد الله المدني،  رحلة رومانسية كاملة من الحنين الى الماضي والمكان القديم وسط تبدل الامكنة والى الحب القديم.. الى الحزن وموت حبيب دون ان نستطيع وداعه.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
لتقديمها لضيفاتهن بسبب عدم توفر الفواكه الطازجة، وملأ ثلاجاته الأمريكية الحديثة بتشكيلة واسعة من المواد الغذائية المجمدة والمثلجات التي كان يهربها البعض من كانتين أرامكو ليبيعها لأصحاب البقالات في الخبر بهامش ربح مجز· وأضاف إلى تلك الثلاجات صناديق لتبريد شتى أنواع المياه الغازية الرائجة وقتذاك من كوكاكولا، وبيبسي كولا، وسوبركولا، وكندادراي، وسينالكو، وسفن أب
 
تطلبت أعمال التحسينات والتجديدات هذه مبالغ كبيرة، لم تكن وقتها متوفرة لدى سالمين بطبيعة الحال· لكن الأخير كان قد نجح، بفضل سمعته وأمانته، في نسج علاقات جيدة ومتينة مع عدد من تجار الجملة المرموقين· كان قد وضع نصب عينيه منذ البداية أن يتقرب من مواطنيه الحضارم، ويكسب ثقتهم، ويقيم معهم علاقات منفعية متبادلة، من أجل أن يحصل منهم على تسهيلات في الدفع أو يضمن كفالتهم له حينما يتطلب الأمر ذلك·
 
من الأمثلة الحية التي جسدت فكرته حول إقامة علاقات منفعية متبادلة مع مواطنيه الحضارم على غرار ما لاحظه عند القصمان في الرياض، أنه لم يكن يشتري المواد الغذائية بالجملة إلا من عند باسمح أو بامجلي أو باوزير أو باعشن، ولم يكن يحصل على الأدوات الكمالية إلا من عند بادغيش أو باطوق أو بامردوف، ولم يكن يرسل تحويلاته النقدية إلى أسرته في المكلا إلا عن طريق مكتب صرافة يملكه بازهير وآخر يملكه باطرفي، بل حتى لوازمه الشخصية كالنظارة الطبية، التي كان يرتديها فوق أنفه العريض المنتهي بشارب أسود كثيف، لم يكن يتزود بها إلا من عند باغبـْره وبالمثل، لم يكن يحصل على صحفه ومجلاته المصرية المفضلة إلا من عند مكتبة بايزيد(8)، ولم يكن يحصل على لوازمه من الأدوات القرطاسية إلا من عند بابيضان، ولم يكن يتناول وجبات الفول الحضرمية اللذيذة إلا من عند باعاصم أو بامنقــّى، ولم يكن يفصل ملابسه إلا عند خياط حضرمي يسمى فرج بادَحـْدَح في المقابل كان معظم هؤلاء يتزودون بحاجات أسرهم اليومية من عند سالمين باسامر الذي كان قد اختار لبقالته اسم البركة، مقابل اسم الخير الذي أطلقه سعيد بادريس على بقالته·

Pages