في رواية "من المكلا الى الخبر" للكاتب البحريني د. عبد الله المدني، رحلة رومانسية كاملة من الحنين الى الماضي والمكان القديم وسط تبدل الامكنة والى الحب القديم.. الى الحزن وموت حبيب دون ان نستطيع وداعه.
قراءة كتاب من المكلا الى الخبر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
ظل دكان سعيد مغلقا لفترة طويلة بعد تسفيره إلى الخارج، فيما كان سالمين ينتظر على أحر من الجمر قدوم اليوم الذي تعيد فيه السلطات افتتاحه وتسليمه لمالك العقار· ألحّ سالمين على عبدالله الدوسري أن يوسط معارفه لتحقيق هذه الغاية، خصوصا وأن بقاء الدكان مغلقا كان يشكل للأخير خسارة مادية كبيرة·
حينما قررت السلطات أخيرا إزالة الشمع الأحمر من فوق أبواب دكان سعيد، لم يأت أحد لاستلام ما بداخله من بضائع ومواد غذائية؛ إذ لم يكن لسعيد أهل أو أقارب أو أصدقاء مقربون أو ندماء· بل حتى لو كان هناك أحد من أهله لما نفعته تلك البضائع لأنها تحولت مع مرور الأسابيع والأشهر الطويلة إلى أشياء منتهية الصلاحية بسبب سوء التخزين وشدة الحرارة·
بحدوث هذا التطور، تنفس سالمين الصعداء، وراح يتفاوض على الفور مع عبدالله الدوسري حول منحه حق الإنتفاع بكل الدكاكين الخمسة الملاصقة لمنزل الأخير، مقابل إيجار مجز بأسعار تلك الحقبة· وبمجرد توصله إلى اتفاق مع صاحب العقار، بدأ سالمين عملية إفراغ دكان سعيد مما فيه، وتنظيفه، وتجديد رفوفه الخشبية، واستبدال ثلاجاته العتيقة بأخرى جديدة، لينقل تجارته إليه، تاركا أحد دكانيه السابقين لاستخدامه كمستودع لتخزين البضائع، والآخر لاستخدامه كمقهى ومطعم للوجبات الخفيفة· أما المكان الذي كان سعيد ينام ويتناول المسكرات فيه فقد طهـّره وجدد أثاثه ليكون مسكنا مؤقتا له، ريثما يجود الرب عليه بما يمكـّنه من شراء أو استئجار المنزل المناسب·
حرص سالمين ان يملأ دكانه بشتى أنواع المواد الغذائية كيلا يترك أية حجة لمن يطرق بابه للانصراف إلى بقالة أخرى· حرص أيضا أن يضع في صدر دكانه تشيكلة من معلبات شركة قها المصرية كمعلبات الفول والحمص والبازيلاء والفاصوليا والسبانخ والبامية، إضافة إلى العصائر المعلبة من إنتاج الشركة نفسها، وذلك جذبا وكسبا للوافدين المصريين، ولا سيما من كان يعمل منهم في سلك التعليم· من جهة أخرى ملأ أرفف بقالته بمعلبات الأناناس والخوخ والكمثرة والكرز التي كانت مطلوبة من ربات البيوت زمنئذ