You are here

قراءة كتاب صهيل الخندق الأخير

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صهيل الخندق الأخير

صهيل الخندق الأخير

"صهيل الخندق الأخير.. المسلمون بين حالة المحاكاة والتبعية وبين حالة الإبداع والريادة" للكاتب الإماراتي عبدالعزيز خليل المطوع، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
هذا الكتاب هو مجموعة مقالات، هي أقرب إلى كونها خواطر، وهي مزيج متمازج من مسائل الدين والثقافة والسياسة، باعتبارها تمثل القاسم الأعظم من الهمّ اليومي للمسلم العادي الذي يراقب آلام أمته بمتلازمة الحزن والعجز؛ هذه المقالات كتبتها ونشرتها على مدى زمني (2004 - 2010)، لتمثل نسقا فكريا ونفسيا، ومعايشة للواقع السياسي والفكري والاجتماعي والإعلامي الذي عانت منه الأمة الإسلامية خلال ذلك المدى الزمني رغم قِصره، مع أنني اضطررت كثيرا إلى تنقيح معظم هذه المقالات إلى حد إعادة الكتابة، ولكن دون التضحية بالأفكار والآراء والرؤى الأساسية المطروحة فيها؛ ومع ذلك فإن هذا الكتاب لا يمثل برنامج عمل، فالمجهود المبذول فيه أقل من أن يصل إلى هذه القمة العالية، أو المشروع الأمل الذي يحتاج إلى جهود وعلماء وتخصصات وضمائر حية وإرادات حديدية صادقة؛ أما ما يحتويه هذا الكتاب فهو بعض من الفتات المتناثر الذي يحاول أن يمثل ملامح فكرة أو خطوطا رئيسة لخريطة فكرة؛ ولهذا يظل الكتاب مجرد محاولة صغيرة وتجربة متواضعة ورسالة متلعثمة، ما يميزها أنها محاولة من مسلم عادي، وليست من عالم أو من فقيه أو من كاتب أو صحفي متخصص أو حتى من سياسي، ليكون الكتاب استدعاء حقيقيا لذاكرة ذلك المسلم العادي، واستجداء صادقا لحل مشكلاته اليومية، فكرية كانت أم فقهية، وإجابات أولية تُرضي شيئا من غرور تساؤلاته القديمة الجديدة:
 
1- كيف يرى المسلم العادي العلاقة التبادلية للتأثير والتأثر بين دينه وواقعه؟،
 
2- وكيف يستوعب المسلم العادي تواجده في عصر التناقضات بين الدين والواقع إلى حد التناحر؟،
 
3- وكيف يستثمر وضوح الرؤية ليخرج من دائرة اللامبالاة إلى دائرة التفاعل البنائي مع الواقع؟،
 
4- وأي نوع من التغيير ذلك الذي يتطلع إليه المسلم العادي للخروج من مأزقه الحضاري؟،
 
5- وكم تبلغ قوة ذلك التغيير بما يجعله يعيش واقعه كمسلم، ويمارس دينه كإنسان له مكانته وله تأثيره وله احترامه في وقت واحد؟·
 
في سطور هذا الكتاب، هناك أطراف من هذه الإجابات، ومع ذلك فإن الكثير من الإجابات ما يزال الغموض يحوم من حولها، مما يجب أن يعاد النظر إليه وأن يعاد تقديمه أو أن يعاد عرضه؛ ولهذا حاولت أن أعطي في هذا الكتاب نماذج متواضعة للإجابة على التساؤلات السابقة، ولذلك جعلت الكتاب في قسمين:
 
القسم الأول: عن واقع الإسلام والمسلمين ومستقبلهم برؤية مختلفة
 
القسم الثاني: نماذج من الفهم المختلف للإسلام
 
وفي رأيي أن ذلك لكي يحدث، سيحتاج إلى تفعيل مصدرين من مصادر الطاقة الإبداعية في المنظومة الإسلامية:
 
الأول: هو القرآن، لأنني أعتقد مؤمنا ومتيقنا وجازما بأن القرآن هو الذي يحمل في جوفه كل التفاصيل الضرورية لتصميم خريطة الطريق للخروج من متاهة المأزق، وبأن هذا الخطاب الرباني الكريم المعطاء يحتاج من المسلمين إلى عودة وإلى إعادة اكتشاف، لقراءته وتأمله وتدبره وفهمه بطريقة استكشافية تمكّنهم من استخراج مكنوناته من الثروة الحقائقية، ولاستلهام الحلول الحضارية، ولاستضاءة محددات المشروع أو النموذج النهضوي وأدواته؛ لهذا بذلت كل جهدي للاستشهاد بآيات القرآن العظيم في الموضوعات التي تعرضت لها في كتابي هذا لأنني وجدت فيه الكثير من الإجابات الملهمة لكل الأسئلة الحائرة، ووجدت في السنة المطهرة مثل ذلك، لأنها الوحي الشارح والمفصل والمفسر والمبيّن والموضّح للنص القرآني؛

Pages