You are here

قراءة كتاب المنهج المتكامل في الترجمة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المنهج المتكامل في الترجمة

المنهج المتكامل في الترجمة

عندما نتحدث عن الترجمة الصحفية هذا يعني كل فنون العمل الصحفي التي تُعالج من خلالها الموضوعات المختلفة مثل الخبر والتعليق والتحليل والتقرير والمقال ونحو ذلك.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
بيد أن مشكلة المصطلح قد لا تكون الأولى من حيث صعوبة الحل. ثمة مشكلة طاقة اللغة على تمثيل النص المترجم دقة، وإيجازاً، واطراداً، أي على مقابلة اللفظة باللفظة، والتراكيب بالتراكيب، والجملة بالجملة لا دلالة فقط، بل صيغة أيضاً، وبصورة تحقق شروط الإيجاز والاطراد والكثافة في العلاقات – أي قدرة اللغة على التعامل مع النص الأصلي دون أن تحول إلى شرح عليه أو تبسيط له، ودون أن تقع في الوقت نفسه في المغايرة الدائمة من سياق إلى سياق للألفاظ التي تستخدمها لتمثيل لفظة أجنبية واحدة.(2)
 
وقد يفي المصطلح بشرط الدقة ولكنه يخل بشرط الإيجاز. ولكن في حالة عدم توفر خيارات بديلة تحقق شرط الدقة فإن الأمر يتطلب من المترجم نوعاً من الجرأة ، والابتكار، والمغامرة، باستخدام اللغة لا باعتبارها وجوداً نهائياً مقدساً لا يمس، بل بوصفها عملية مستمرة من التوالد الاصطلاحي. فاللغة هي ليست مصطلحاً ثابتاً نهائياً، بل عملية مستمرة من التوليد الاصطلاحي.
 
وهناك مشكلة الدلالة الصيغية، أي الدلالة الإضافية التي تنبع من تغير صيغة الكلمة المورفولوجية: إما عن طريق اللاصقات البدئية (prefix)، أو النهائية (suffix)، أو عن طريق لاصقات ثابتة. بين هذه اللاصقات (istic) في ألفاظ مثلHuman, humanistic ويتم التمييز بينهما بـ (إنساني وإنسانوي).
 
والترجمة بوصفها فن هي محاولة التعامل مع اللغة كبنية فكرية ثقافية تتحد فيها فاعلية بنية اللغة بفاعلية بنية العقل الفردي المبدع. إن إبداع الفرد في التوليد الاصطلاحي والتعامل مع النص كتجسيد لفكر، خاصة ,أنه لا يوجد منهج علمي محدد أو متفق عليه بل توجد إجتهادات ومدارس لكلٍ أسلوبها كما سنعرض له لاحقاً. فالترجمة إذن فضاء واسع للإبداع.
 
والإبداع يشمل هنا القدرة على نقل المناخ وتجسيد الظاهرة الثقافية والفكرية أو السياسية بما يتيح استخدام المصطلحات والتصورات واضاءتها بصورة لم تضأ إليها، واعطاء التصورات والمصطلحات عبر إضاءة كهذه، صفة أكثر شمولية وجذرية من حيث هي أداة تحليلية لفهم الإنسان والثقافة والمجتمع والعلاقات المكونة للبنى الأساسية فيه.(3)
 
ولما كان الأمر متروك للإبداع فإن مهمة المترجم مهمة صعبة وشاقة بل الترجمة أصعب من التأليف لأن المترجم مقيد بمعاني غيره بينما المؤلف حراً في إختيار معانيه وأسلوبه. وهذا ما قال به كثير من المحدثين أمثال أحمد حسن الزيات. والمترجم يحتاج إلى رصيد معرفي كبير، أن يتمتع بمستوى لغوي ثنائي حقيقي. وتنفي المدرسة العليا للترجمة الفورية والتحريرية القول بأنه لا يترجم الطب إلا الأطباء، ولا يترجم الشعر إلا الشعراء... ألخ. وقد وضع هؤلاء المجتهدون مذاهبهم إنطلاقاً من تجارب عملية تأكد فيها فشل الحاسوب في عملية الترجمة وذلك لقصوره في إضافة الإبداع والإدراك الذي يمتاز به العقل البشري الطبيعي.(4)
 
وطرق الإبداع كثيرة للمترجم منها:
 
- طريقة التحويل التركيبي (الإبدال) transposition: نجد مثلاً "الفولاذ المطاوع" بدلاً عن مقابله الحرفي (الفولاذ غير القابل للكسر).
 
وطريقة الاقتراض التي أشرنا إليها سابقاً. ويعيب البعض عملية إقتراض المصطلحات ما دام المقابل موجود في اللغة: نحو "سايكولوجي"، و"أنثربولوجي", و "إثنوغرافي" وهي تعني في العربية علم النفس وعلم الإنسان وعلم الأجناس، على التوالي.
 
- وطريقة الإقتباس ويرتبط بالإقتراض مثل في حالة الإقتباس الجزئي على شاكلة (نطاق كيمائي، جغرافي) وهي ألفاظ مقترضة تم تعريبها بإضافة ياء النسبة.
 
- وهناك طريقة التكافؤ (Equivalence) وهي طريقة تقضي بوصف نسبي لموقف واحد بوسائل بنوية واسلوبية مختلفة تماماً تدخل فيها كل التعابير المجازية والكنائية والأمثال والأقوال. فيجتهد المترجم في نقل الصورة البلاغية وترجمة الأمثلة بأقرب مقابل لها في تراثيات اللغة الأخرى (المنقول إليها).

Pages