You are here

قراءة كتاب كل شيء على ما يرام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كل شيء على ما يرام

كل شيء على ما يرام

المجموعة القصصية "كل شيء على ما يرام" للكاتبة العراقية هدية حسين؛ نقرأ من أجوائها:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
في الطائرة
 
تصغر البنايات ·· تنكمش على نفسها ··· تصبح الشوارع مجرد خيوط رفيعة، وتفقد البيوت أشكالها كلما حلّقت الطائرة، حتى يغدو سطح المدينة أشبه بلعبة دمى ما تلبث أن تختفي·
 
لم يكن خائفاً عندما التفت إليّ وسأل :
 
- ماذا نفعل لو قام أحد الإرهابيين واختطف الطائرة ؟
 
كنت قبل ذلك أرمي بصري إلى الغيوم التي انفرشت تحتنا كأنها جبال وتلال ممتدة إلى ما لا نهاية، تخطر على بالي أغنية لمطربة منسية تتمنى النوم بين الغيوم والسماء هرباً من العذّال ·
 
كان وجه الرجل الذي يجاورني في الطائرة جاداً، وعيناه تلمعان ببريق غريب·· تعلّقتُ بأحرف سؤاله كأنني أبحث عن خيوط أتشبث بها من الهاوية التي رماني إليها ·· نظرت إليه باستغراب فكرّر السؤال كما لو أن الأمر المريع سيقع، وأجبت :
 
- سأترك ذلك للقضاء والقدر·
 
ابتسمت عيناه بسخرية وقال :
 
- لا أظن ذلك، فها أنت ترتعبين لمجرد السؤال·
 
رددت ببرود:
 
- ربما ، فالإرهابيون كثر هذه الأيام·
 
وعدت أرمي بصري إلى امتداد الغيوم الكثيفة والمتفرقة، عازمةً بيني وبين نفسي ألاّ أرد·
 
- أحياناً يكون الخاطف صاحب قضية إنسانية فيقوم بهذا العمل لتسليط الضوء على قضيته·
 
لم أجد بدّاً من القول :
 
- القضايا الإنسانية لا تأتي على حساب أرواح البشر·
 
أكمل كأنه لا يسمعني:
 
- وأحياناً يصل الأمر ببعض الخاطفين إلى تنفيذ تهديدهم بنسف الطائرة إذا لم يستجب أحد لمطالبهم·
 
سقط قلبي من بين ضلوعي كما لو أن نصلاً حاداً أجتثه من مكانه، لكنني تحاشيت الالتفات إلى الرجل الغريب··· رحت أرقب جناح الطائرة وهو يميل قلت في نفسي لأطمئنها، إنها مجرد مطبات بين طيات الهواء·· عاد الرجل الى الكلام:
 
- أمامنا بحدود ساعة·· في هذا الوقت قد تحدث أمور كثيرة وكبيرة على مستوى الكرة الأرضية، ويموت ناس كثيرون في أحداث مختلفة·

Pages