You are here

قراءة كتاب قصص مختارة من الأدب العالمي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قصص مختارة من الأدب العالمي

قصص مختارة من الأدب العالمي

كتاب "قصص مختارة من الأدب العالمي"؛ لمجموعة من المؤلفين الأجانب، والتي قام بترجمتها إلى العربية الكاتب مهدي عبد الله عبد الرسول، نقرأ من أجوائها من قصة "قطة في المطر" للكاتب أرنست هيمنجواي، ترجمة: مهدي عبداللّه:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
أومأ جو رأسه·
 
حسناً، هل سقط هنا مطر في الأسبوع الماضي؟
 
هز جو رأسه بالنفي·
 
الصمت جعل تريلور ينظرعبر الشاحنة إلى الغبار· المنظر كان مسطحاً تماماً·
 
نعم، إن الطقس جاف جداً
 
استمر جو في مراقبته وهو يتكلّم·
 
نعم إنه جاف بالتأكيد كرّر تريلور·
 
أراد جو الآن أن يعبّأ الشاحنة· لم يرد أن يسمع صوت تريلور· أراده أن يتحرك· جالساً هناك وجد نفسه يحملق في الأرض· ذلك زفضل من النظر إلى عيني تريلور تراقبه· شر بانشداد أعصابه خشية أن يسأله تريلور سؤالاً آخر ويجبره على استخدام صوته· كان هناك توتر· شعر جو بأن الأمر كله، الأصوات في الهواء، شيء غريب·
 
مرة أخرى كسر تريلور الصمت· نقّى حنجرته· جهز حذاءه، أرجع قدمه إلى الوراء وانتصب واقفاً·
 
هيا لنحمل الأرانب
 
ساعد جو الرجل بعناية·
 
بعد ذلك قفز الصوت عالياً إليه·
 
إعتن بنفسك أيها الصديق· أنا ذاهب· سوف أراك بعد أسبوعين·
 
أرسل المحرك موجات صلبة خلال الهواء إلى جو· غادر المتطفل الآن· بدأ جو في الاسترخاء· الهواء كله ترك له· لا شيء يزعج أذنيه·
 
إنتقل إلى أسبوعين آخرين من الصيد· نصب الأفخاخ· إعداد النار، الخلود إلى النونم، الاستيقاظ، إخلاء الأفخاخ، تقشير الطعام،تناول الأكل· في أحد الأيام قام بتقطيع سبع شجرات ميتة وحولها إلى خشب للنار· بالرغم من ذلك، عقب عمله الصباحي نادراً ما كان يفعل شيئاً· استطاع أن يجلس في السكون لساعات، وهو يحب ذلك· مثل أحد سكان إستراليا الأصليين· استطاع أن يخطط أماكن جديدة للأفخاخ· فكر قليلاً في لحم الكنغر· تذكر إنه شاهد بعض الكلاب المتوحشة قرب الأفخاخ·
 
هذا السكون تم كسره· كان يجلس تحت الشمس عندما حدث الآتي· مرتدياً قميصه الأبيض الرفيعوقبعته· شفتاه إنشقتا قليلاً، دون حراك· يداه بنيتان، متسختان باهمال مع بقع سوداء وأصابع قاطعة· ذلك هو جو· كان يتحسس أنفه عندما سمع الشاحنة·
 
هذه المرة قفز بسرعة· كانت ترسل سحابة من الغبار ربما على بعد ميلين· إستطاع أن يراها هناك· إنه تريلور قادم· وجب على جو أن يفكر· إنه قادم من أجل الأرانب· حسناً، لكن هناك الكلام المزعج، غير المفيد· ومع إقتراب الضجيج شيئاً فشيئاً، جو قرر· ركض في أرجاء المخيم· فتح باب الثلاجة· بقميصه وقبعته، والبنطال ذي الساقين الملتويين نظر إلى الخلف وهرب إلى التلال الرملية· إختفى وراء شجرة حيث يقع المخيم أسفلها بالضبط·
 
أصبحت الشاحنة قريبة· لا آثار· كانت تشق طريقها بشكل منظم· غبارها جرى في هيئة قمع على طوال الطريق خلفها· إقتحمت المخيم وزادت من دوران المحرك·
 
لمح جو الباب يغلق بقوة، وسمع خطوات أقدام تتقدم بوهن إلى الأمام· كان تريلور يمشي في المخيم مستعداً لأن يقول كيف حالك؟· وجب عليه أن ينظر داخل الخيمة· أن ينظر داخل الثلاجة· لمحه جو هو يحك رأسه· إنتظر تريلور لبضع دقائق وما زال ينظر· مشى عائداً إلى الشاحنة وضغط على بوقها الحاد الصوت المتواصل الذي سرى في الكثبان وأوجع رأس جو غير الصبور· ما زال تريلور بنتظر· جلس على القضيب المعدني الواقي للشاحنة وأشعل سيجارة· ثم تحرّك داخل وخارج المخيم باحثاً عن شيء ما· إنتظر لفترة أطول· ثم حملق متعمداً في التلال الرملية·
 
في نهاية الأمر شرع تريلور في تحميل اللحم إلى الشاحنة· أنهى عمله وساق الشاحنة بعيداً·
 
الأرض الواسعة إنتظرت الشاحنة· عندما رحلت، ظل الغبار عالقاً· حل الصمت مرة أخرى· نزل جو من على التل على مهل· عاد مخيمه بأشيائه المعهودة إلى حالته الطبيعية· الآن تحوّل هواء الصحراء النقي إلى البرودة· حان وقت نصب الأفخاخ· قرر جو مسبقاً التلال التي سوف يختفي فيها في كل مرة يسمع صوت تريلور قادماً· إنه لا يتحمل أن يكون قريباً من هذا الرجل الثرثار· جو قرّر·

Pages