يهدف هذا البحث إلى دراسة ظاهرة اغتراب شخصيات الطاهر بن جلون الروائية، إذ يطرح تساؤلات تشمل كل انواع اغتراب شخصياته في رواياته الاثنتي عشرة كالاغتراب الذاتي، الاجتماعي، الاقتصادي، الديني، المكاني، الوجودي، الزماني، اللغوي، ليشمل رد فعل الشخصية المغتربة كالان
You are here
قراءة كتاب الاغتراب - دراسة تحليلية لشخصيات الطاهر بن جلون الروائية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

الاغتراب - دراسة تحليلية لشخصيات الطاهر بن جلون الروائية
الصفحة رقم: 2
أما الباب الأول فيحاول الإجابة عن السؤال الثاني، عن دوافع اغتراب الشخصيات وأشكال اغترابها، إذ يبدأ الفصل الأول منه بتناول الاغتراب الذاتي من
خلال الشخصية المستغرقة في ذاتها، والشخصية الهاربة من ذاتها، والشخصية الباحثة عن ذاتها، ويتناول الفصل الثاني كذلك ظاهرة الاغتراب الجسدي
للشخصيات، من خلال الكشف عن ملامحها المغتربة والمسافة التي تفصلها عن جسدها، تم البحث أيضا في الفصل الثالث في الاغتراب الجنسي
للشخصيات من خلال الطقوس الجنسية الاغترابية، وبحثت أيضا في الفصل الرابع في الاغتراب الاجتماعي الذي تعيشه الشخصيات :
كاغتراب الفرد عن العائلة و الأقارب والمجتمع وقيمه واغتراب النموذج القيادي لدى الشخصية، كما بحثت ظاهرة اغتراب
المرأة في الفصل الخامس، إذ بحثت في القيم الدينية و الاجتماعية المسببة لاغتراب المرأة، ومن ثمة الرجل كمسبب رئيس
لاغترابها من خلال (الأب، الزوج، الأخ)، وكذلك بحثت في الفصل السادس في الاغتراب الاقتصادي المادي منه والاستهلاكي، وبحثت في الفصل السابع
ظاهرة الاغتراب الديني الذي تعيشه الشخصيات، وتناولت أيضا الاغتراب الوجودي في الفصل الثامن انطلاقا من الولادة (الوجود) ومرورا بالموت
(العدم) وانتهاء بمرحلة ما بعد الموت (ديمومة الاغتراب)، ومن ثم دراسة ظاهرة الآخر وفقدان الذات لدى الشخصيات، والشخصية الموجودة في ذاتها
(التشييء)
أما الباب الثاني فخصِّص للاغتراب والتشكيل الروائي، إذ وُجِّه الفصل الأول منه للبحث في الاغتراب المكاني، حيث تم تناول اغتراب
الشخصيات عن المدينة مركز الحضارة الحديثة، ثم في أكثر المدن اغترابا لدى الشخصيات (فاس، طنجة)، وتناولت
أيضا مفردات اغتراب المكان (المنزل، المقبرة، السجن، النزل، المسجد، السوق، المقهى)، وتحدثت فيه أيضا عن الشخصية
والطبيعة (المكان الحلم) والاغتراب خارج الوطن، وفي الفصل الثاني درست فيه إشكالية الشخصية والزمن من خلال صراعها والزمن، وتتبعت في
الفصل الثالث الاغتراب اللغوي (اللغة العارية أو المكشوفة، لغة القرف والتقزز، لغة التشاؤم والتطير، لغة الهزء والتهكم،لغة الحزن والتعلل والانهزام،
لغة السؤال، لغة الهذيان، لغة المفارقة، المنولوج).
وقد أفردت الفصل الرابع للإجابة عن السؤال الثالث، إذ تناولت فيه تقنية الاغتراب الفنية، وبحثت في تقنية اللون التي وظفت توظيفا ناجحا من خلال
(السواد، والبياض)، ومن ثمة تعدّد الرواه المغتربين (اغتراب الرواة) في روايات الطاهر، والشخصية الضبابية والمعادل الموضوعي.
أما السؤال الاخير فحاولت الإجابة عنه في الفصل الخامس من خلال البحث في رد فعل الشخصية المغتربة (الوعي
بالاغتراب، الارتباط التلقائي بالعالم، الانتحار، اللامبالاة، الانسحاب، الاغتراب المضاد، التطرف الديني، الجنون و
الصرع، الثورة والتمرد و الانتقام).
وتمثل ضخامة حجم النصوص المدروسة صعوبة لا يستهان بها؛ إذ تجاوز عدد صفحات الروايات الاثنتي عشرة، الألفين بمائة وسبع وثمانين، وتزخر
بشخصيات متعددة ومتنوعة ومتشابكة العلاقات.
ولم أجد حسب اطلاعي أي دراسة عربية تناولت الطاهر بن جلون بحثا وتحليلا، ويبدو أن المكتبة العربية لم تعتن إلى الآن بالروائي العربي الحائز على
أعلى جائزة أدبية في فرنسا، وهي جائزة (الجونكور) عن روايته (ليلة القدر)، أما الرسالة الوحيدة التي تطرقت إلى موضوع الاغتراب عند أديب عربي،
هي رسالة (الاغتراب في أدب حيدر حيدر)، فقد تناولت موضوع الاغتراب من مدخل غير المدخل والمنهجية التطبيقية التي تم
استلاكها في البحث.
يحيى عبد الرؤوف العبد الله
1/5/4 0 0 2