You are here

قراءة كتاب حربنا مع إسرائيل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حربنا مع إسرائيل

حربنا مع إسرائيل

مئات بل آلاف الكتب ألفت حول حرب حزيران بين العرب و «إسرائيل» منذ وقوعها قبل أكثر من أربعين عاما، لكن النادر منها ما بني على أقوال وأحاديث زعيم من زعماء العرب إبانها، فما استشهد به الكتاب والمؤلفون من أقوال الزعماء العرب بشأن حرب حزيران كان نتفا وأجزاء وتصري

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
الهجوم الإسرائيلي
 
تشرين الثاني 1966
 
«سيعيش الشرق الأوسط أياماً حالكة»
بدا واضحاً فور انتهاء مؤتمر القمة الثالث في أيلول 1965 أن الوحدة العربية أضحت ملغومة من أساسها، وأن القيادة العربية الموحدة لم يعد لها وجود فعلي. وقد تسببت مناورات منظمة التحرير الفلسطينية وأعمال الفدائيين في الإساءة إلى سلم كان قد بدأ ينهار في حين كان العالم العربي شديد الحرص على استمراره على أمل الوصول إلى حل إيجابي للقضية الفلسطينية.
في 13 تشرين الثاني 1966 وبحجة «الرد على نشاط الإرهابيين التابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية» هاجم الإسرائيليون بلدة «السموع» الأردنية التي يبلغ عدد سكانها أربعة آلاف جميعهم من اللاجئين، وقد اتهمتهم سلطات تل أبيب بإيواء إرهابيين دخلوها قادمين من سوريا.
بدأ الهجوم الساعة الخامسة والنصف صباحاً بقصف من المدفعية غطى دخول أربعة آلاف جندي إسرائيلي كانت تنقلهم سيارات الجيب والسيارات المصفحة وخمس دبابات من طراز «باتون». اقتحمت هذه القوات البلدة الأردنية التي تحميها الشرطة المحلية، وبينما كانت أجهزة التخريب تنسف بالديناميت 46 منزلاً ومستشفى «السموع» كانت الدبابات تطلق نيرانها الكثيفة على دائرة الشرطة، وقد أصيبت مئذنة المسجد ببضع طلقات.
وفي الساعة السادسة والربع تحركت عشرون شاحنة وبضع سيارات أردنية مصفحة من الخليل لنجدة «السموع» وكانت عناصر الاستطلاع الإسرائيلية تراقب الطرق من مشارف البلدة فأخطرت قيادة القوات المعتدية بظهور النجدة، ووقعت قواتنا في الكمين الذي تمكن العدو من نصبه لها. وهنا تدخلت طائراتنا ولكن ما أن ظهرت أربع طائرات هوكر هونتر فوق أرض المعركة حتى وجدت بانتظارها طائرات الميراج الإسرائيلية، فاشتبكت معها في ظروف غير مواتية وتمكن العدو من إسقاط إحدى طائراتنا.
وفي منتصف الساعة العاشرة جلا الإسرائيليون عن «السموع» واجتازوا الحدود. وقد استمرت «العملية التأديبية» أربع ساعات كاملة وكلفتنا 21 قتيلاً و37 جريحاً وخسائر جسيمة في العتاد.
رفعنا شكوى إلى الأمم المتحدة، فأدان مجلس الأمن إسرائيل بأكثرية 14 صوتاً وامتناع دولة وحادة هي نيوزيلندا. وانضم الأميركيون إلى الروس والبريطانيين والفرنسيين في استنكار الهجوم على «السموع» ووصف المندوب الأميركي غودبرغ العدوان الإسرائيلي بأنه «هجوم لا يمكن تبريره».
وبعد حادث «السموع» انبرى بعض حلفائنا العرب لمهاجمتي بدل أن يصبوا جام غضبهم على إسرائيل. وبالطبع لم أكن أتوقع ردة فعل كهذه من جانبهم، وأعترف بأن بادرتهم لم تذهلني وحسب، بل عقلت لساني.
وقفوا مني هذا الموقف لأني رفضت - تنفيذاً مني لتعليمات القيادة العربية الموحدة - انطلاق هجمات رجال الشقيري على إسرائيل من الأراضي الأردنية وحدها دون سواها، مع أنه يمكنهم أن ينطلقوا من حدود مصر وسوريا ولبنان
بعد انقضاء عشرة أيام على حادث «السموع» عقد وصفي التل رئيس حكومتي مؤتمراً صحافياً وضع فيه الأمور في نصابها ورد على الاتهامات التي وُجهت إلينا. وشدد على الأمور الآتية:
1- ينبغي للقيادة العربية الموحدة أن تستخرج أمثولة من العدوان على السموع، لأن هذه العملية الواسعة قد قام بها العدو على طول خط الهدنة. وخط الهدنة يشكل كلاً بموجب الاتفاقات التي عُقدت في القاهرة لدى التوقيع على ميثاق الدفاع العربي المشترك، مما يعني أن اعتداءً إسرائيلياً يقع على هذا الخط تعتبره الدول الموقعة اعتداء عليها جميعاً.

Pages