الحمد لله حمدا يبلغني رضاه، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد خير من اصطفاه، وعلى آله الطيبين، وصحبه المخلصين الصادقين، وعلى من اتبع هداه إلى يوم الدين!.
أما بعد:
You are here
قراءة كتاب الإسلام والغرب وجها لوجه
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

الإسلام والغرب وجها لوجه
الصفحة رقم: 8
خدعة اليهود للصليبيين
ولابد لنا ان نشير هنا الى أن الصليبيين ربما خدعوا بأحابيل اليهود ومكرهم وتحريضهم لهم على شن تلك الحملات الصليبية؛ فخسر الصليبيون خسارة عظمى، وهذا ما اعترف به الكتاب المسيحيون أنفسهم، فقال (الاميرال كي):
(إن الحروب الصليبية لم تكن حروبا مسيحية، إنما كانت تدبيرا يهودياً؛ لوضع العالمين: المسيحي والإسلامي في حرب عامة مدمرة، دامت أكثر من عصرين؛ تمهيدا للوصول الى فلسطين)( ).
واقعنا المعاصر
إن حديثنا في الحروب الصليبية واحتلال بغداد، ليذكرنا بواقعنا المؤلم الذي نعايشة في العراق في القرن الواحد والعشرين. فقد دار الزمن دورته، وأصيب المسلمون بالداء الذي أصيبوا به من قبل، فتركهم يتقلبون على جمر الغضى: داء التفرق والتشتت والتمزق، فتكالبت الدول على احتلال العراق بقيادة أمريكا، وقامت بتخريب المصانع فيه، وقتل الناس الآمنين، وإشاعة الرعب والفوضى، وتشجيع العنصرية والطائفية فيه من وراء ستار، والعمل على تقسيم العراق! أجل العمل على تقسيمه على الرغم من اعلامها المضلل الذي ينفي ذلك..! كل هذا في ظل القوة الاحادية في العالم في النظام الدولي الجديد، المتمثلة بالسياسة الأمريكية وتطلعاتها الى الهيمنة على العالم؛ حتى صارت العلاقة بين الشرق والغرب تقوم على الصراع والمجابهة وخوض المعارك التي لا نهاية لها، ولا تقوم على التعاون وتبادل المصالح والمهادنة؛ ذلك لان أمريكا تعتمد اعتمادا ليس بالقليل على نفط العرب، وعلى الكنوز الكبيرة المتوافرة فيها ولو ضحت بمن ضحت من أبنائها؛ لان الهيمنة على مصادر القوة في الشرق الإسلامي هو الأصل الأصيل أولا، ولان الخطر الإسلامي هو الذي تراه مهدداً لها، ولأنها ترى مستقبلها القريب والبعيد يقتضي ذلك.
وبعد
فيحق لكل أحد أن يسأل –وهو ينظر الى الحرب الظالمة الغاشمة التي شنها الغرب بقيادة أمريكا على العراق: هل صرنا نعايش اليوم في القرن الحادي والعشرين الحروب الصليبية التاسعة في ظل النظام الدولي الجديد، وبقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ولكن بثوب جديد؟
اذا كان قسم من الساسة الغربيين يدفعون عن انفسهم هذه التهمة، ويدَّعون أنهم أبعد ما يكونون عن ذلك، فان ساسة آخرين وقادة لهم مكانتهم في دولهم، لم يستطيعوا أن يتملكوا أنفسهم وهم يشنون الحرب على العراق سنة1991؛ فأعلنوا أنهم يخوضون الان الحرب الصليبية التاسعة. وقد جرى مثل هذا الكلام على لسان الرئيس الامريكي (بوش) بعد تفجيرات الحادي عشر من ايلول2001م. ولا تسل عما جرى في احتلال العراق وما يجري.