You are here

قراءة كتاب الزهد في الإسلام - قراءة في صفة الصفوة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الزهد في الإسلام - قراءة في صفة الصفوة

الزهد في الإسلام - قراءة في صفة الصفوة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد، فقد شرع لنا رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم سنن الهدى، وخير الهدي هديه، وكان صحابته رضي الله عنهم التطبيق العملي للإسلام وفق التربية النبوية، وكانوا نماذج يقتدى بها ويهتدى بعملها

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 3

منهجية صفة الصفوة

من حسن ما يبدو في كتاب صفة الصفوة أن ابن الجوزي لما بين عيوب كتاب حلية الأولياء وما فيه من خلل منهجي بين في فصل خاص منهجه في تأليف كتابه. فلقد عاب على أبي نعيم أنه لم يتخذ لنفسه خطة في ترتيب من ذكرهم في كتاب، أما هو فخطته كانت واضحة لديه:
فقد أفرد بابا تمهيديا مختصرا في فضل الأولياء والصالحين،
ثم قدم موجزا مكثفا لسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولعدد من أصحابه الذين اشتهروا بالعلم المقترن بالزهد والتعبد، وراعى في ترتيبهم منزلتهم في الفضل فقد قدم العشرة المبشرين بالجنة .
ثم ذكر عددا من الصحابيات ثم تلا ذلك ذكر التابعين ومن بعدهم.
ويلاحظ أن ابن الجوزي استخدم معيارين أساسيين:
المعيار الزماني : (الطبقات)
والمعيار المكاني، ويلفت النظر دقته في هذا المعيار. وقد أراد أن يجعل له نقطة ارتكاز وكانت لديه بغداد عاصمة الخلافة، لكنه لم ير تقديمها على المدينة المنورة ومكة المكرمة، بل ذكر بعدهما الطائف واليمن، ثم عاد إلى بغداد وانطلق منها وذكر أسماء المدن واحدة إثر أخرى وكأن الخريطة أمامه يمضي من جهة إلى أخرى على بينة من أمره.
وكانت خطته في ذكر الصالحين على النحو الآتي :
«وقد حصرت أهل كل بلدة فيها، وترتيبهم على طبقاتهم، ابدأ بمن يعرف اسمه من الرجال ثم أذكر بعد ذلك من لم يعرف اسمه، فإذا انتهى ذكرت عابدات ذلك البلد على ذلك القانون، وربما كان في أهل البلد من عقلاء المجانين من يصلح ذكره من الرجال والنساء فأذكره».
وقد علل هذا الترتيب الجغرافي بأنه وسيلة تسهل على قارئ الكتاب الوصول إلى مراده فيه.
وقد دفعه حرصه على الخير ورغبته في تقديم صالح المواقف والأقوال إلى الناس إلى الاستقصاء الذي جعله يتتبع ما روي عن عباد السواحل والبوادي والفلوات، ومن لقيه ممن روى عنه في طريق مكة أو بعرفة أو في الطواف أو في الغزو أو في طريق سفر أو سياحة وهذا لمن لم يعرف بلده ولم ينسب إلى جهة محدودة.
وبلغ به الأمر أن أورد ما نقل عن فتيات صغيرات نقل عنهن كلام يشبه كلام العابدات الكبيرات، بل امتد حرصه لينقل طرفا من أخبار عباد الجن .
وإذا كان قد وضع خطة في ترتيب الأسماء فإنه وضع خطة للمادة التي يوردها قال:
«وإنما أنقل عن القوم محاسن ما نقل مما يليق بالكتاب ولا أنقل كل ما نقل، إذ لكل شيء صناعة، وصناعة العقل حسن الاختيار، كما أني لا أذكر ما لا يصلح أن يقتدى به ممن هو في صورة العلماء والزهاد، وقد تجوزت بذكر جماعة من المتصوفة وردت عنهم كلمات منكرة، وكلمات حسان فانتخبت من محاسن أقوالهم لأن الحكمة ضالة المؤمن».
ومما ينفي وهم كون صفة الصفوة اختصارا لحلية الأولياء ما قاله ابن الجوزي :
«ومع تنقينا وتوقينا وحذف من لا يصح وما لا يصلح فقد زاد عدد من في كتابنا على ألف شخص، يزيد الرجال على ثمانمئة زيادة بينة وتزيد النساء على مئتين زيادة كثيرة. ولم يبلغ عدد رجال (الحلية) الذين ذكرت أحوالهم في تراجمهم ستمئة، بل قد ذكر جماعة لم يذكر لهم شيئا ولا أظنه ذكر في جميع الكتاب عشرين امرأة».
فهل يمكن بعد هذا أن يقال إن صفة الصفوة اختصار لحلية الأولياء؟!!.

Pages