You are here

قراءة كتاب الزهد في الإسلام - قراءة في صفة الصفوة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الزهد في الإسلام - قراءة في صفة الصفوة

الزهد في الإسلام - قراءة في صفة الصفوة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد، فقد شرع لنا رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم سنن الهدى، وخير الهدي هديه، وكان صحابته رضي الله عنهم التطبيق العملي للإسلام وفق التربية النبوية، وكانوا نماذج يقتدى بها ويهتدى بعملها

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 5

الصحابة في صفة الصفوة

علينا ونحن نقرأ كتاب «صفة الصفوة» أن نتذكر الغاية التربوية التي ألفه ابن الجوزي لتحقيقها. فهو كتاب يراد منه تقديم صور ومواقف وأقوال من حياة الصالحين والصالحات في تاريخ هذه الأمة. وهو ما بينه في حديثه إلى تلميذه في المقدمة :
«أعجبك ذكر الصالحين والأخيار، ورأيته دواء لأدواء النفس».
وكما بين هو مقصود كتابه أنه :
«ذكر أخبار العاملين بالعلم، الزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، المستعدين للنقلة بتحقيق اليقظة والتزود الصالح، ذكرت من هذه حاله دون من اشتهر بمجرد العلم، ولم يشتهر بالزهد والتعبد».
نجد أثر هذا كله في حديث الكتاب عن الصحابة رضي الله عنهم، فلم نجده يورد منهم إلا عدداً محدوداً (133) صحابياً، و(34) صحابية.
وقد تفاوتت تراجم الصحابة بين فقرة صغيرة تضم معلومة واحدة عن الصحابي وصفحات تزيد على العشر.
وابتدأ بذكر الخلفاء الراشدين الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، ثم ثنّى بذكر بقية العشرة المبشرين بالجنة. ثم ذكر بقية الصحابة في طبقات، فذكر البدريين ثم ذكر من المهاجرين و الأنصار من لم يشهد بدرا وله إسلام قديم، ثم ذكر من المهاجرين والأنصار من شهد الخندق وما بعدها. ثم ذكر ممن أسلم عند الفتح وما بعد ذلك.
وقد فصل في سير الخلفاء الراشدين وذكر فضائلهم وبعض ما روي عنهم من أقوال، وفعل مثل ذلك في بعض بقية العشرة المبشرين بالجنة، وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وسلمان الفارسي رضي الله عنهم.
ولنتأكد من تحقق الغاية التي سعى إليها ابن الجوزي ننظر في عدد من سير الصحابة لنرى ما الذي رواه عنهم، وما الذي قدمه للقدوة بهم.
لقد صور جهاد الصحابة رضي الله عنهم وثباتهم على الحق، ومن ذلك ما أورده في الترجمة الموجزة لسالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهما. وقد ذكر فضله بأنه يحب الله عز وجل من قلبه، وذكر استشهاده :
«استشهد سالم مولى أبي حذيفة باليمان اخذ اللواء بيمينه فقطعت، ثم تناولها بشماله فقطعت، ثم اعتنق اللواء، وجعل يقرأ (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم.. ) إلى أن قُتل.
وهذه الصورة للاستشهاد تذكرنا باستشهاد جعفر بن أبي طالب .
ومن صور استشهاد الصحابة وحبهم للجهاد استشهاد عمير بن أبي وقاص، أخي سعد، الذي روى ابن الجوزي عنه ما كان من شأنه يوم بدر حيث كان يتوارى عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال له سعد: ما لك يا أخي؟ قال إني أخاف أن يراني رسول الله(صلى الله عليه وسلم)فيستصغرني فيردني، وأنا أحب الخروج لعل الله يرزقني الشهادة، قال: فعرض على رسول الله(صلى الله عليه وسلم)فاستصغره، فقال: ارجع. فبكى عمير، فأجازه رسول الله(صلى الله عليه وسلم).

Pages