You are here

قراءة كتاب إضاءات في التفريق بين الأحرف السبعة والسبع القراءات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إضاءات في التفريق بين الأحرف السبعة والسبع القراءات

إضاءات في التفريق بين الأحرف السبعة والسبع القراءات

نزول القرآن على سبعة أحرف يسر على الأمة الأمية تلاوة القرآن فراعى أحوالهم واختلاف لهجاتهم، فزادهم بالتيسير بشراً وحبوراً، واستقرت الأحرف من خلال معارضة جبريل القرآن مع النبي كل عام، فأضحت معروفة بالقراءات، ووقى الله سبحانه وتعالى الأمة الاختلاف قطميراً كان

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 1

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، ذي الجلال والإكرام، حمداً نستأهل به غفرانه ورضوانه، ونستمنح به رحمته وعظمته إلى يوم القيامة.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد، ذي الشهامة والرفعة والكرامة، صلاة توردنا حوضه، وتمنحنا مرافقته، وتدخلنا في شفاعته، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، الذين رفعوا الراية الخالدة، وبنوا صروح المجد، وطوّفوا بالإسلام في الأنام، نافذ السلطان، رفيع المكان، فدانت لهم الأمم، وخضعت لسلطانهم الرقاب.
أما بعد؛
فالبحث في الأحرف القرآنية السبعة متشعب وشائك، والمؤلّفون في هذا المجال بين مردد للأقوال وحائك، وبين متردد في الإقدام، أو في طريق وعرة سالك، فأضحى الأمر خفياً رغم كثرة المسالك، ومليئاً تشهد فيه الأفكار الكثيرة والآراء، والمناقشات والتحديات، والرد والتفنيد، وكلها تسعى لخدمة الإسلام والدفاع عن عرين القرآن، وبعضهم مال عن الصواب، وجانب حسن الجواب، فظن أن الأحرف السبعة هي السبع القراءات!!
وإنني مع عجزي عن حماية نفسي أمام تلك الآراء من خواطر هوجاء، أو خبط عشواء، أستعين بالله طالباً تيسيره، وحلّ العقدة، ورائدي أنني بين الأجرين أدور، أصبت أو أخطأت، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أشهر مرويات نزول القرآن على سبعة أحرف

عقد الإمام البخاري في صحيحه، باباً سمّاه: (باب أنزل القرآن على سبعة أحرف)، وكذا مسلم في صحيحه، لكنه سمّاه: (باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه)، وقد رويا فيهما أحاديث صحيحة، كما روى غيرهما أحاديث أيضاً، ومن أشهر هذه المرويات:
1. روى البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله قال: (اقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعةأحرف)(1).
2. أخرج مسلم بسنده عَنْ أُبَيّ بْنِ كَعْبٍ (أَنّ النّبِيّ كَانَ عِنْدَ أضَاة(2) بَنِي غِفَارٍ، قَالَ: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السّلاَمُ، فَقَالَ: إِنّ الله يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَىَ حَرْفٍ، فَقَالَ: أَسْأَلُ اللّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنّ أُمّتِي لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، ثُمّ أَتَاهُ الثّانِيَةَ، فَقَالَ: إِنّ الله يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَىَ حَرْفَيْنِ، فَقَالَ: أَسْأَلُ الله مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنّ أُمّتِي لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، ثُمّ جَاءَهُ الثّالِثَةَ، فَقَالَ: إِنّ الله يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَىَ ثَلاَثَةِ أَحْرُفٍ، فَقَالَ: أَسْأَلُ الله مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنّ أُمّتِي لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، ثُمّ جَاءَهُ الرّابِعَةَ، فَقَالَ: إِنّ الله يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَىَ سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَأَيّمَا حَرْفٍ قَرَأُوا عَلَيْهِ، فقد أصابوا)(3).
3. روى البخاري بسنده أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله ، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة، لم يقرئنيها رسول الله فكدت أساوره في الصلاة، فتصبّرت حتى سلّم فلببته برادئه، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسولالله ، فقلت: كذبت(4)، فإن رسول الله قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله فقلت :إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله : أرسله، إقرأ يا هشام، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله : كذلك أنزلت، ثم قال: إقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني،فقال رسول الله : كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منه)(5)،ورواه مسلم(6)، مع اختلاف بعض الألفاظ.
4. روى مسلم بسنده عَنْ أُبَيّ بْنِ كَعْب،ٍ قَالَ: ( كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ، فَدَخَلَ رَجُلٌ يُصَلّي، فَقَرَأَ قِرَاءَةٍ أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ، ثُمّ دَخَلَ آخَرُ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً سِوَىَ قِرَاءَةِ صَاحِبِهِ، فَلَمّا قَضَيْنَا الصّلاَةَ دَخَلْنَا جَمِيعاً عَلَىَ رَسُولِ اللّهِ ، فَقُلْتُ: إِنّ هَذَا قَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ، وَدَخَلَ آخَرُ فَقَرَأَ سِوَىَ قِرَاءَةِ صَاحِبِهِ، فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللّهِ فَقَرَآ، فَحَسّنَ النّبِيّ شَأْنَهُمَا،فَسُقِطَ فِي نَفْسِي مِنَ التّكْذِيبِ، وَلاَ إِذْ كُنْتُ فِي الجاهلية(7)ِ، فَلَمّا رَأَىَ رَسُولُ اللّهِ مَا قَدْ غَشِيَنِي ضَرَبَ فِي صَدْرِي، فَفِضْتُ عَرَقاً، وَكَأَنّمَا أَنْظُرُ إِلَى اللّهِ عَزّ وَجَلّ فَرَقاً، فَقَالَ لِي: يَا أُبَيّ أُرْسِلَ إِلَيّ أَنِ اقْرَإِ الْقُرْآنَ عَلَىَ حَرْفٍ، فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ: أَنْ هَوّنْ عَلَىَ أُمّتِي، فَرَدّ إِلَيّ الثّانِيَةَ: اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ، فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ: أَنْ هَوّنْ عَلَىَ أُمّتِي، فَرَدّ إِلَيّ الثّالِثَةَ: اقْرَأْهُ عَلَىَ سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَلَكَ بِكُلّ رَدّةٍ رَدَدْتُكَهَا مَسْأَلَةٌ تسألينها(8)، فَقُلْتُ: اللّهُمّ اغْفِرْ لأُمّتِي، اللّهُمّ اغْفِرْ لأِمّتِي، وَأَخّرْتُ الثّالِثَةَ لِيَوْمٍ يَرْغَبُ إِلَيّ الْخَلْقُ كُلّهُمْ، حتى إبراهيم) (9) .
5. روى أبو داود بسنده عن أُبَيّ بنِ كَعْبٍ قال: قال النّبيّ : (يَا أُبَيّ إِنّي أُقْرِئْتُ الْقُرْآنَ، فَقِيلَ لِي: عَلَى حَرْفٍ أَوْ حَرْفَيْنِ، فَقَالَ المَلَكُ الّذِي معِي: قُلْ: عَلَى حَرْفَيْنِ، قُلْتُ: عَلَى حَرْفَيْنِ، فَقِيلَ لِي: عَلَى حَرْفَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ، فَقَالَ المَلَكُ الّذِي مَعِي: قُلْ عَلَى ثَلاَثَةٍ، قُلْتُ: عَلَى ثَلاثَةٍ، حَتّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، ثُمّ قال: لَيْسَ مِنْهَا إِلاّ شَافٍ كَافٍ إِنْ قُلْتَ سَمِيعاً عَلِيماً عَزِيزاً حَكِيماً مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بعذابٍ)(10).
6. روى الترمذي بسنده عن أُبيّ بنِ كَعْبٍ قالَ: «لَقِيَ رَسُولُ الله جِبْرَيلَ، فَقَالَ: يَا جِبْرَيلُ إِنّي بُعِثْتُ إِلَى أُمّةٍ أُمّيينَ مِنْهُمْ العَجُوزُ وَالشّيْخُ الكَبِيرُ وَالغلاَمُ وَالْجَارِيَةُ وَالرّجُلُالّذِي لَمْ يَقْرَأْ كِتَاباً قَطّ، قالَ: يَا مُحمّدُ إِنّ القُرآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ)(11).
هذه أشهر الروايات في نزول القرآن على سبعة أحرف، وردتنا عن واحد وعشرين صحابياً، وروي أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال على المنبر: أذكر الله رجلاً سمع النبي قال:( إن القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ لَمَا قام، فقاموا حتى لم يحصوا، فشهدوا بذلك، فقال: وأنا أشهد معكم(12).

Pages