You are here

قراءة كتاب أزمار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أزمار

أزمار

كانت عصاه تهزأ من العمر الثقيل المتكىء على نحافتها وهي تقرع الرصيف البحري قرعاً رتيباً ينتهي باستراحةٍ على المقعد الإسمنتي، لتصبح سنداً لذقنٍ أشيب لمعت فوقه عينان زرقاوان تعلقت في شبكتيهما أعوامهما السبعون.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

- أين أراك؟
- أين تراني، ولماذا؟
- لأسمع عودك.
- أتعرف خليل؟
- ابن أبو شامة؟
- قلت نعم والموعد عنده مساء يوم السبت.
غادر العم حليم وعاد نديم إلى الضحك وتواعدنا مع جميل نفس ليلة السبت للتسلم والتسليم بعدما أنهى الموافقة مع صاحب شركته على توظيفي.
صغائر الأحداث من بداية أسبوع تنتهي بيومه الأخير. إنه أوتشري على رصيف الطريق. كان صاحب المتجر وأنا ونديم في طريقنا إلى العمل. أوقفنا السيارة واعترضناه فصاح بجسده القصير النحيل:
- أنا لا أسرق مالاً بل مقتنيات.
- لا عليك يا أوتشري، أدخل السيارة وأكمل عملك. إن أجرك أضعاف غالونٍ من الدهان، أكمل صاحب العمل. نحن نحبك لا تخف، عملك جيد ولم يبق إلا القليل لقبض مستحقاتك.
ضَحكت أسارير أوتشري وعاد يكمل عمله مصراً على أنه لا يسرق أموالاً بل مقتنيات.
أكمل أوتشري عمله وأنهيت سبتي في المتجر تتنازعني عبودية النفس وحريتها، ويمتثل أمامي جهاد «نكروما» محرِّر أوتشري وصفاء «سنغور» السينغال ينسابان ثورة وجدانية وانسانية تصبو إلى الحق الذي يصفع الأحرار.

Pages