You are here

قراءة كتاب القضاء والانتهاكات الحكومية لحقوق الانسان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القضاء والانتهاكات الحكومية لحقوق الانسان

القضاء والانتهاكات الحكومية لحقوق الانسان

"القضاء والانتهاكات الحكومية لحقوق الانسان "، هذا الكتاب يوضح الكيفية التي اهتم بها الأفرقاء الناشطون والقانونيون من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية التي تأتي كنتيجة لتأمين العدالة القانونية والقضائية المتمثّلة في فقرات الدستور القانونيّة التي تعنى بحقوق الإنس

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

الفصل الثاني

حقوق الإنسان والانتهاكات اللاإنسانية

ليست هنالك مشكلة في التعرف إلى حقوق الإنسان، إذ تكفلت المواثيق الدولية ببيان هذه الحقوق بدقة متناهية، كما تضمنت كثير من الدساتير الوطنية نصوصاً تضمن وتكفل حماية تلك الحقوق الإنسانية، ولكن المشكلة تظهر على ساحة الواقع أي (عند التطبيق العملي) لهذه الحقوق.
فقد أفصحت التجارب العملية عن انتهاكات واسعة المدى لحقوق الإنسان. وتصل هذه الانتهاكات في معناها ومغزاها إلى منحدر خطير للضحية التي لا ترتفع في نظر المنتهك عن مرتبة الحيوان أو الشيء المتجرد من الإنسانية.

1 ـ انتهاكات الحروب

ففي الحرب العالمية الثانية كانت انتهاكات حقوق الإنسان على أشدها من أطراف عديدة وخصوصاً من جانب النازيين الألمان وهم يجرون تجاربهم العلمية على أجساد حية من أسرى الحرب وكأنهم فئران تجارب. ولم تكن نظرة النازيين الألمان في تعاملهم مع شعب البانتو الأفريقي أو غيره من الأفارقة أبناء البلاد الأصليين ترتقي لأكثر من تعامله مع المعنيين على أنهم ليسوا بشراً، إذ امتلأت تقارير المنظمات الدولية بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الأفريقي داخل دولة اتحاد جنوب أفريقيا أو في إقليم ناميبيا قبل الاستقلال، بما يؤكد تدني نظرة السلالات الغربية إلى الجنس الزنجي وفلسفة حرمانه من أبسط حقوق الإنسان.

2ـ استغلال التمييز العنصري لانتهاك حقوق الإنسان(14)
وتلك النظرات النازية والعنصرية في ألمانيا النازية واتحاد جنوب أفريقيا قد وصمتها الضمائر الإنسانية بالعار لغلوها في التعصب الذي يجرد أعضاء في الأسرة البشرية من خصائص الإنسان المتميز من الحيوان بالكرامة الأصلية في خلقه بصرف النظر عن جنسه ولغته ودينه ونشأته الذاتية.(15)
والوصمة اللاإنسانية ذاتها قد وجهت إلى الصهيونية باعتبارها حركة عنصرية مدمرة، حيث نجد لها تطبيقات عملية شائنة فوق أرض فلسطين والأجزاء الأخرى المحتلة من الأرض العربية. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة محقة في قرارها الصادر عام 1975 باعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية المضادة للإنسانية إذ جردت هذه الحركة الإنسان الفلسطيني العربي من أهم صفات الإنسانية النابعة من الكرامة والحقوق المتساوية مع غيره من أعضاء الأسرة البشرية بمن فيهم اليهود.
فقد فضح ممارساتها العدوانية الإرهابية وعرّى الضمير الإنسان من صمته الشائن لينطق بكلمة حق وعدل بعد أن أصبحت هذه المذابح أكبر شاهد معاصر على تدني نظرة الإسرائيليين إلى الفلسطينيين، وإلا ما كانت تلك المذابح وتلك الانتهاكات قد وقعت وفق هذا الأسلوب المتدني الذي لايمارس إلا في شريعة الغاب. وهو أسلوب عبر عنه البعض وهو يتحدث عن الفلسطينيين بوصفهم مخلوقات (creatures). وهو تعبير لايستعمل في الخطاب السياسي عن فصائل إنسانية يعنيهم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أو الإعلان الأميركي لحقوق الإنسان أو أي ميثاق من المواثيق الأخرى المهتمة أو المعنية بحقوق الإنسان.

Pages