كتاب " رياضة الصفاء " ، تأليف د. أحمد حجازي ، والذي صدر عن دار زهران عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
You are here
قراءة كتاب رياضة الصفاء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
رياضة الصفاء
النشاط الرياضي مضاد مجاني للأكتئاب
إن التقديرات العالميـة المتفائلة تقول أن واحداً من كل خمسة أشخاص من البشر لابد أن يعاني من فترة " اكتئاب " في حياته، وهذا يعني الشعور باليأس وافتقاد الأمل المصحوب بفقد الشعور بالمتعة ضمن مجموعة أخرى من الأعراض. ومن بين كل ثلاثة مصابين بالاكتئاب توجد امرأتان، أي أن ثلثي المكتئبين من الإناث. كما أن المعدل السنوي يظهر أن المكتئبين من المراهقين والشبان الصغار يبلغ ضعف البالغين من عمر 25-44 سنة، وأربع مرات من المكتئبين من عمر 65 سنـة فما فوق ويسجـل الاكتئاب المرضي انتشاراً أوسع من إصابات الشرايين التاجيـة ونوبات القلب، وهو ثاني سبب للموت - بعد حوادث السيارات – بين الطلاب الامريكين. ولقد قدرت تكاليف الاكتئاب في أمريكا في إحدى سنوات التسعينات بأربعين بليون دولار، أي ثلث ما تكلفته فاتورة الأمراض النفسيـة والعقليـة الأمريكيـة البالغـة في تلك السنـة 148 بليون دولار.
الاكتئاب الأكبــر:
الاكتئاب الأكبـر يمثل القطاع الأعظم من حالات الاكتئاب المشخصـة إكلينكييياً لدى الأطباء النفسيين. وتبعاً مرابطـة الطب النفسي الأمريكيـة فإن الإنسان يكون في حالـة اكتئاب كبيـر إذا توافرت لديـة على الأقل -خمسـة أعراض من لاحقاً، وفي غضون الأسبوعين أنفسهما، وبما يشكل اختلافاً ملحوظاً عما كان فيه المريض من قبل، مع ملاحظـة أن الأعراض الخمسـة لا بد أن تحتوي على واحد من العرضين الأولين والأعراض الثمانيـة هي:
1. مزاج مكتئب معظم اليوم، ويتواصل على مدى الأيام التاليـة.
2. فقد الاهتمام بالابتهاج والأنشطـة التي كانت تشغف الإنسان من قبل، معظم اليوم، وعلى مدى الأيام التاليـة.
3. زيادة ملحوظـة في الوزن، أو نقص ملحوظ بينما الشخص لا يتبع " ريجيماً " معينا، وتقدر النسبـة الملحوظـة بحوالي 5% من وزن الجسم شهرياً. مع زيادة أو نقص الشهيـة يومياً.
4. أرق أو نوم مفرط يومياً.
5. خمود حركي – نفسي أو العكس يومياً وبشكـل يلاحظـه الأخرون.
6. إرهاق أو نقص الطاقـة بشكـل يومي متواصل.
7. شعور بعدم الجدارة أو الضعـة أو الإحساس المبالغ فيه بالذنب يومياً.
8. تفكيـر مستمر في الموت وأفكار متواترة عن الانتحار مع أو من دون- خطـة للتنفيذ أو القيام بمحاولات الانتحار.
كما توجد أعراض أخرى لم تأت على ذكرها لائحـة الأطباء النفسين الأمريكين كذرف الدموع واضطراب إيقاع النوم والاستيقاظ.
وهذا الاكتئاب الكبيـر لا يتضمن بالطبع الاكتئاب المتسبب عن سوء استخدام العقاقيـر، أو اضطراب الغدة الدرقيـة.
والاكتئاب يمكن أن ينتج عن أمراض عضوية، في المخ على وجـه الخصوص، السكر، تناذر الأعصاب والتهاب الكبد، والتهاب المفاصل الرثياني وفي الجانب النفسي ينتج عن الكوارث الشخصيـة والعامـة، والانفصال، كما أنه يمكن يكون ناتجا عن استمرار الضغوط Stress ومعاناة التوتر المستمر مما يشكـل تنبيها مفرطـاً للشق الودي في الجهاز العصبي اللاإرادي ومنظومـة غدد ما تحت المهاد – النخام الكظر
الحـركـة... الحـركة
بغض النظر عن سبب وتعليل الاكتئاب، فإنه يكون مصحوباً بإختلال النواقل العصبيـة، وهي الكيماويات الطبيعية التي تؤثـر في نشاط خلايا المخ المنظمـة لحالـة المزاج، والبهجـة والصفاء، والأفكار المنطقيـة.
والعلاج بمضادات الاكتئاب هـو محاولـة لاستعادة التوازن في مستوى هذه النواقـل العصبيـة.
وبالنسبـة للوقايـة من الاكتئاب بالطرق الطبيعية، تتوافر إثباتات مهمة على أن النشاط البدني يمكن أن يحمي من اختلال وظيفـة خلايا المخ المسؤوليـة عن حدوث الاكتئاب، بل ويستعيد توازن هذه الوظيفـة إن اختلت.لكن النشاط البدني المقصود هنا هـو النشاط البدني المنتظم، والاكتئاب المعني هو الاكتئاب بأسباب وظيفيـة، غيـر عضويـة لأن الأسباب العضويـة تتطلب علاجاً خاصاً، وإن كان النشاط البدني يمكنـه أن يؤازر هذا العلاج.
ان معظم الدراسات التي ثمث دور الرياضـة كعلاج للاكتئاب أجريت على عنيات من الشباب صغار ومتوسطي الأعمار، وقد اظهرت النتائج أن تـراجع الأعراض الاكتئابيـة كان لدى الرجال كما لدى النساء.وثمـة مؤشرات على أن درو الرياضـة في تقليل الإصابـة بالاكتئاب يمكن أن يتراجع قليلاً مع التقدم في السن مع ملاحظـة أن كبار السن تكون إصابات الاكتئاب بينهم أقل منها لدى صغار ومتوسطي العمر.
وثمـة نتيجـة مدهشـة في دور النشاط الرياضي على الجانب الوقائي للاكتئاب، إذ بينما تفشل كثيـر من العقاقيـر في الإتيان بالنتيجـة ذاتها مع اختلاف أجناس البشـر وأوضاعهم الاقتصاديـة والاجتماعيـة، فإن الرياضـة تؤدي إلى نتائج لا تعرف هذه الاختلافات والرياضـة المقصودة هي رياضـة عامـة لكل الناس، أي الرياضـة الآمنـة والمعتدلـة من أجل اللياقـة، لا الرياضـة التنافسيـة.
لقد تواترت الأبحاث من أنحـاء مختلفـة من العالم تؤكد على أن النشاط البدني يمكن أن يلعب دوراً في الوقايـة من الاكتئاب...
في المـانيا أجريت دراسـة امتدت تسع سنوات على 1500 متطوع من عمر 15 سنـة فما فوق، تبين منها أن الاضطرابات الاكتئابيـة تكثـر بين من لا يمارسون الرياضـة، وتقل مع ممارسي الرياضـة المنتظمـة.
في كندا نشـر د. ستيفنس نتائج دراسـة شملت 22 ألف كندي من عمر 10 سنوات فأكثـر، وتأكد منها أن الخاملين يعانون من أعراض المزاج السلبي أكثر ممن ينشطون في أداء الرياضـة.
في أمريكا أجرت مؤسسة الدراسات الوطنيـة للصحـة والتغذيـة بحثاً شمل 70 ألف أمريكي من 25 حتى 74 سنـة وتبين منها أن من يمارسون القليل جداً من الرياضـة أو لا يمارسونها على الإطلاق هم أكثر المصابين بالأعراض الاكتئابيـة.
وقد نشـر بافبرجر وليونج حديثاً نتائج دراسـة أجريت في جامعـة هارفارد على 10 الآف شخص وامتدت لأكثـر من إحدى عشـرة سنـة، تبين منها أن من ينفقـون 3 ساعات أو أكثـر أسبوعياً في ممارسـة الرياضـة أثناء أوقات فراغهم يقل لديهم معدل الإصابة بالاكتئاب 17% مقارنـة مع أقرانهم الأقل نشاطاً.