كتاب " أسطورة ساش " ، تأليف صالح بن إبراهيم السكاكر ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
You are here
قراءة كتاب أسطورة ساش
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

أسطورة ساش
- أحمد بالله عليك، ما هذا الكلام! وما هذه الفلسفة الغريبة الشاذة! بل ما هذه النزعة الإنسانية التي طغت عليك وجعلتك إنسانياً وأملت عليك ألا تأكل من لها دم وتطور بك الحال حتى مع البيض والعسل! لماذا؟ لم تكن كذلك يا صديقي! هل تريد أن تكون نسخة المعري في هذا الزمان! ما هذه الكلمات الغريبة؟ استغفر ربك وتب الآن فإن من حرم شيئاً أحله الله قد كفر! نعم كفر! أتعلم معنى الكفر؟!
ارتفع وجه ذلك الفيلسوف واتجه نحو كرسي يتوسط غرفة الأكل وقال:
- الشر وطبيعته أكثر في الإنسان من الخير! والناس يأكلون بعضهم بعضاً بالحسد والكذب والنميمة و الحقد! ونحن يا صديقيّ شئنا أم أبينا، نحن أغراب في هذا المجتمع! إنني يا صديقيّ لا أحلل ولا أحرم شيئاً، وإنما أقول أبياتاً من الشعر أشعر أنها تخصني في هذا الزمان! إنني أحاول بابتعادي عن أكل تلك الأشياء أن أبتعد عن الدم عن الألم ولو مع الحيوان، لأن الألم صفة للشر الذي انتشر بين الناس! إن الألم هو المخلوق الذي يقتلني ويجعلني أعيش غريباً!
أولو الفضل في أوطانهم غرباء
تشذ وتنأى عنهم القرباء
وزهدني في الناس معرفتي بهم
وعلمي بأن العالمين هباء
***
وأرواحنا كالراح إن طال حبسها
فلا بد يوماً أن تكون سباء
وما قبلت نفسٌ من الخير لفظة
وإن طال ما فاهت به الخطباء
***
أرى فلكاً ما زال بالخلق دائراً
له خبرٌ عنّا يصان ويخبأ
فلا تطلب الدنيا وإن كنت ناشئاً
فإني عنها بالأخلاء أربأ
وما نوب الأيام إلا كتائب
تبث سرايا أو جيوش تُعبأ
***
بني الدهر مهلاً إن ذممتُ فعالكم
فإني بنفسي لا محالة أبدأُ
متى ينقضي الوقت والله قادرٌ
فنسكن في هذا التراب ونهدأ
تجاوز هذا الجسم والروح برهة
فما برحت تأذى بذاك وتصدأ
***
إن مازلت الناس أخلاق يُعاش بها
فإنهم عند سوء الطبع أسواءُ
أو كان كل بني حواء يشبهني
فبئس ما ولدت في الخلق حواء
بُعدي من الناس برءٌ من سقامهم
وقربهم للحجى والدين أدواء (12)
***

