You are here

قراءة كتاب أسطورة ساش

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أسطورة ساش

أسطورة ساش

كتاب " أسطورة ساش " ، تأليف صالح بن إبراهيم السكاكر ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

هذا هو أحمد صديقي، الفيلسوف الساخط المتهم البشر، يعشق الانطواء والخلوة! وهو السبب الرئيس بعدم عيشنا معاً بعد خروجنا من الملجأ! يعشق الوحدة ويرى أن الوحيد والمنفرد بذاته يستطيع أن يكتشف نفسه ويعرف نفسه! بالوحدة يستطيع الواحد منا أن يعرف حدود ذاته وكينونته على الأقل، إنه فيلسوف بكل شيء وأي شيء حتى بأصغر جزيئات الحياة، كان دائماً يردد: ظلمة، وحدة، عزلة، حزن، قلم، ورقة، تأمل، استغراب، أسئلة، تصنع فيلسوفاً..! ويضيف ".. لست أثق بأي شيء ولا أهتم لأي شيء سوى قدسية التأمل وصدق الخيال... الخيال يؤدي بنا إلى أن نضع أنفسنا في أماكن الآخرين فندرك حاجاتهم ونشعر بعواطفهم، ونهتم لحزنهم وفرحهم وهذا يؤدي بنا لا محالة إلى أن نحبهم.." (13)

البعد والاستغراب والتأمل والتساؤل والألم والغموض والفوضى والتمرد والواقع المرير هي خلاصة الفيلسوف أحمد، خلاصة ذلك العبقري، ذلك الحكيم، ذلك الطفل! نعم طفل ولكنه يفكر أكثر ألف مرة من إنسان بالغ وعاقل! إنه طفل يبكي على واقعه الذي جعله في ركن من الأركان المظلمة في هذا المجتمع، وحيد وهو يعيش بين الناس، وحيد بعواطفه وبأحاسيسه وبما يملكه من رؤية وتصور وجنون فيلسوف، وحيد تمتلئ غرفته بالكتب الفلسفية، جمهورية أفلاطون، الفوضى والعبقرية، اللامخرج، الحزن العميق، الكلمات، جان بول سارتر، الفوضوية السارترية الوجودية، الإنسان المتمرد، ألبير كامو، هذا هو الإنسان، هكذا تكلم زارا، ما وراء الخير والشر، نشوء الأخلاق، فريدريك نيتشه، آلام فارتر، فاوست، الفيلسوف غوته، والكثير من الكتب الفلسفية التي تمتلئ بالمذاهب والأفكار الفلسفية، يعيش بينها، يأكل الكلمات ويستمر في التأمل والاستغراب وطرح الأسئلة، ليستمر فيلسوفاً باحثاً كما يقول عن شبح فلسفي يسمى الحقيقة!

".. إن مهنتي كفيلسوف هي أن أمقت كل وجود للكذب والدجل! أن أمقت كل كريه يجعل من شهواته طريقاً للوصول لملذاته، إن مهنتي أشرف المهن فأنا أسمى من العالم والشاعر وحتى الرئيس! إني أنفذ إلى كل شيء من أجل أن أحصل على شيء واحد يكفيني..."

كانت تلك الكلمات تتردد في كل لقاء يحضره أحمد، كان يقولها بصوت رنان يملأ الوجود تأملاً واستغراباً لذلك الفيلسوف العاشق المغرم بالمتنبي المزدري الزمان وأهله...

أذم إلـى هـذا الزمان أهله

فأعلمـهم فدمٌ وأحزمهم وغد

وأكرمهم كلب وأبصرهم عمٍ

وأسهدهم فهد وأشجعهم قرد!!!

Pages