قراءة كتاب من سرق الطماطة أيها الوطن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من سرق الطمامة أيها الوطن

من سرق الطماطة أيها الوطن

في ذلك الزمن كان أول الغائبين هو الزمن.. وكأننا لو ذكرنا تاريخ تلك الحوادث، فإننا سوف نزوّرها، كان فعلا فالتاً من الزمن، والزمن كان خائناً للحدث. فكأن عملية التأريخ هي عملية تزوير مهما حاولنا تأريخها..

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

ــــــ مرة كتبتَ أنتَ:
«يسأل العاشق عشيقته؛ كيف ستبدو أحلامك حين فراقي..!! ولا يسألها؛ هل يمكن أن نصنع الآن حلماً، لن نخشى به فراقنا».
وفي الحقيقة لم أكن أنا الذي سأل هذه المرة، وإنما هي.. هي يا جبران من تلحّ عليَّ وتجلدني بالأسئلة الغبية.
هل هناك متسع يا ابن دمشق والبصرة، لوجود حرية نصنع بها حلماً يكون كوخاً بسيطاً يجمع الشمل ولا يبدده؟!
ــــــ «أين ذهب كل ذلك التحدي في الوصول الى اعادة بناء نقد ما نسيه الجاحظ واشادة المدن النظيفة؟!
هل يعقل أن يصل نمر الكتابة الى هذا المآل، أي تفسير وجودي لمسيرة الخيبة في حياتك.. كيف أوصلتك عبادتك للحرية الى الجبر والخيبة هكذا؟!
كان عليك أن تعي تحذير كيركجيارد منذ البداية.
لماذا تحاول الامساك بجمرة البراءة حتى النهاية فتُكذّب حقيقة أنَّ خلف الذات، خلف الطريق أو خلف المعبد، هنالك دائماً أزقة من الحزن... أنت حجر عناد وعليك أن تكمل هذا الطريق الغريب، لا تجزع من الحزن بعد أن تجرعت ثلثي كأسه، فالحزن كحل القلوب».
ــــــ «العقل»..!
اكتشفت أخيراً أنَّ العقل يمكن أن يكون خدعة أيضاً.. أن يكون جزءاً من الهزيمة.
ماذا نفعل نحن؟! نحمل قلوباً أكبر من رؤوسنا.
مرات عديدة أستذكر مقولة جلال الدين الرومي:
وأراد العقل أن يظهر في هذه الضجة..
والطفل، طفل
حتى وإن تعلم الأبجدية.
ماذا أفعل: قلبي يتمرد حتى لا يجعله العقل يشيخ بتعلم الحكمة. حتى أني بتُّ أسأل بشخب الجروح: هل العلم طفولة والجهل ملاك؟!
لقد بات قلبي نزفاً واحداً، المثل يقول: هو قلب وليس خشبة.. حتى لو كان خشبة لتمزّق كما تمزقت أخشاب سفينة تيتانك الفقراء التي غرق فيها العراقيون في المحيط حينما ظنّوا أنَّ استراليا هي تلك المدينة الفاضلة.
لم تزدنا الحروف والأحزاب سوى الأسئلة، أغلال حملناها بلذة النضال الذي ما كان سوى سرابٍ عاجلٍ.
كما تقول أنتَ يا بقية الأصدقاء: غبية كل هذه الأسئلة.
أتتني ضحكته المثقلة فاهتزت سماعة الهاتف:
ــــــ «ههه.. ههه يبدو أنها بطة مختلفة هذه المرة التي أوجعك صيدها الى هذه الدرجة؟!».
ــــــ نجاح الصيد في الحب هو أن ترتد نبالك إليك.. مثل مقال تكتبه للناس فلا تحصد منه سوى الضغينة أو الشتيمة.
ــــــ «على ذكر الكتابة، هل قرأت كل هذا الاحتفاء بموت يوسف الصائغ الشاعر صديق صدام حسين.. هم يقولون إننا نكتب عن الجوانب الجمالية والفنية في شعره».
ــــــ هل الشعر ترقيع كلمات أم أنه مظهر لأهداف روح وقناعات أخلاقية معينة؟!

Pages