كتاب " الإستطلاع ودوره في التاريخ العربي الإسلامي لغاية 23هـ ـ 645م " ، تأليف د.
You are here
قراءة كتاب الإستطلاع ودوره في التاريخ العربي الإسلامي لغاية 23هـ ـ 645م
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الإستطلاع ودوره في التاريخ العربي الإسلامي لغاية 23هـ ـ 645م
s,الأصول الفلسفية والاستطلاع
إن اصول الاستطلاع الفلسفي تنطلق من البحث في وجود الله الباري ووحدانيته. فلو قال أحدهم أن هنالك الهين، ينتج عن هذا احتمالان: الاحتمال الأول أن هذين الالهين متفقان في الخلق، إذن فهما إله واحد. الاحتمال الثاني، أنهما مختلفان وهذا يناقض فعل الخلق، لأن لو أن أحدهما أوجد لأفنى الآخر، وهذا يناقض الشيء المخلوق فعلاً. إذن كلا الاحتمالين يؤديان إلى التوحيد. (فإن قال قائل: فما ننكر أن تكون الأشياء التي ذكرت من فعل قديمين؟ قيل: أنكرنا ذلك لوجودنا اتصال التدبير وتمام الخلق. فقلنا: لو كان المدبر اثنين لم يخلُ من اتفاق أو اختلاف. فإن كانا متفقين فمعناهما واحد، وإنما جعل الواحد اثنين من قال بالاثنين. وإن كانا مختلفين كان محالاً وجود الخلق على التمام والتدبير على الاتصال، لأن المختلفين فعل كل منهما خلاف فعل صاحبه، بأن احدهما إذا أحيا أمات الآخر، وإذا أوجد أحدهما أفنى الآخر. فكان محالاً وجود شيء من الخلق على ما وجد عليه من التمام والاتصال)([93]).
وقد قال عز وجل في محكم كتابه: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء:22]. وقوله تعالى: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [المؤمنون:91].