كتاب " أنساق التماثل في الشعر العربي المعاصر " ، تأليف د.
You are here
قراءة كتاب أنساق التماثل في الشعر العربي المعاصر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
المقدمة
فإنه نظرا لما يتميز به الشعر العربي المعاصر من غنى فني وعمق في الرؤيا على وفق إحساسنا بذلك، فقد رأينا أن نختبر هذا الإحساس اختبارا علميا، ونجعل بعض دواوين الشاعر عبد الرحيم عمر محور هذا الكتاب، فهو أحد رواد مدرسة الشعر الحديث البارزين في الأردن، وقد أسهم بنصيب وافر في حركة التجديد الشعري شكلا ومضمونا([1])، وحظي شعره ببعض الدراسات النقدية المتنوعة ([2]) إلا أنها تكاد تغفل البعد الأسلوبي في دراسة شعره، علما بأن النقد العربي الحديث في أمس الحاجة إلى الدراسات الأسلوبية الفردية، تناول هذا النوع من الدراسات لغة كاتب، أو لغة مدرسة أدبية، أو لغة عصر أدبي، أو لغة فن أدبي، وفيما يتعلق بلغة الكاتب فإن معظم الدراسات تدرس عملاً أدبياً معيناً، أو ظاهرة في أسلوب، وتسعى إلى تقويم الطريقة التي استخدم بها الكاتب الموارد الأسلوبية في اللغة.
ينبه شكري عياد إلى أننا بحاجة إلى اعتماد مفاهيم سابقة عن الظواهر التي ستدرس عند أديب معين، كما أنه لا يمكن الوصول إلى أحكام عامة عن فن أدبي أو مدرسة أدبية، أو عصر أدبي إلا بعد دراسة أسلوبية لعدد كافٍ من النصوص، ولا تقتصر أهمية هذه الدراسات الفردية على كونها أساس الأحكام التعميمية، وإنما هي قيمة في ذاتها.([3]).
لا يمكن رصد مظاهر الأسلوب إلا في المستوى اللغوي، لأن اللغة هي أداته ومادته، ولكن من الممكن تمييز المظاهر الأسلوبية عن بقية مظاهر اللغة الأخرى، فالتحليل اللغوي الخالص للعمل الأدبي سيبرز العناصر اللغوية جميعها دون أن يعين العناصر التي تمثل وحدات النص الأسلوبية، أما التحليل الأسلوبي فإنه يسعى إلى الوصول إلى تنميط يشير إلى الملامح المشتركة بين نوع معين من النصوص، يمكن أن يقسم فيما بعد إلى أنواع فرعية.
ولكن تظل صلة اللغة بالنقد الأدبي في معظمها منصبة على صحة النص، وهذا الجانب الأعظم في اللغة هو الجانب العرفي الاجتماعي، أما الاعتبارات الجمالية فترجع إلى الاختيار الفردي للمفردات، وبناء الجمل، ولكنها تظل متمتعة بالصحة اللغوية. ([4])
ومن هذا المنطلق حاولنا الكشف عن تجليات أنساق التماثل بصوره المختلفة في الشعر المعاصر، وكانت دواوين الشاعر عبد الرحيم عمر محور الدراسة، فقسمنا الكتاب إلى ثلاثة فصول تحدثنا في الفصل الأول عن أنساق التماثل الدلالي وكانت الصورة التشبيهية نموذجًا، بينما درسنا في الفصل الثاني انساق التماثل الدلالي وكانت الصورة الاستعارية نموذجًا، أمّا الفصل الأخير فتحدثنا فيه عن أنساق التماثل الصوتي .