You are here

قراءة كتاب ظاهرة التبادل اللغوي في العربية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ظاهرة التبادل اللغوي في العربية

ظاهرة التبادل اللغوي في العربية

كتاب " ظاهرة التبادل اللغوي في العربية " ، تأليف د. عاطف طالب الرفوع ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

4.1 الفرق بين ظاهرة التبادل وظاهرة الإنابة أو النيابة

ظاهرةُ الإنابةِ أو النِّيابةِ ظاهرةٌ واسعةٌ متعددةٌ الجوانبِ يشملُ تأثيرُها أقسامَ الكلمِ كافَّةً، أمَّا ظاهرةُ التَّبادلِ فهي أقلُّ انتشاراً وأقلُّ مسائلَ، ومجالُ وقوعِها ضيقٌ مقارنةً معَ ظاهرةِ الإنابةِ أو النِّيابةِ.

وظاهرةُ الإنابةِ أو النِّيابةِ عَرَفَها النُّحاةُ الأوائلُ وذكرُوها في مصنَّفاتِهِم كقولِ ابنِ هشامٍ في إنابةِ الضَّمائرِ المنفصلةِ. يقولُ: «إنابةُ ضميرٍ عنْ ضميرٍ إنَّمَا ثَبَتَ في المنفصلِ نحو: ما أنا كأنتَ، ولا أنتَ كأنا»([25]). وقولُهُ أيضاً: «وقدْ أسلفنا أنَّ النِّيابةَ إنَّمَا وقعتْ في الضَّمائرِ المنفصلةِ لشبهِها في استقلالِها بالأسماءِ الظَّاهرةِ»([26]).

أمَّا ظاهرةُ التَّبادلِ فلمْ أجدْ هذا المصطلحَ في مصنَّفاتِ القدماءِ، وأوَّلُ منْ ذكرَهُ وجعلَهُ ظاهرةً لُغويَّةً دفعُ الله سليمانُ وهو منْ الباحثينَ المحدثينَ .

وظاهرةُ الإنابةِ أوْ النِّيابةِ تدلُّ على أنْ تقومَ صيغةٌ أوْ لفظةٌ مقامَ صيغةٍ أوْ لفظةٍ أخرى، ولا يشترطُ في الصِّيغةِ الثَّانيةِ أو اللَّفظةِ الأخرى أنْ تقعَ موقعَ الصِّيغةِ الأولى أو اللَّفظةِ الأولى، وهذا الفارقُ الجوهريُّ والأساسيُّ هو الَّذي غفلَ عنه معظمُ الباحثينَ المحدثينَ ممَّا جعلَهُم يَخْلِطُون بينَ مسائلِ الإنابةِ أو النِّيابةِ ومسائلِ التَّبادلِ؛ فظاهرةُ التَّبادلِ يشترطُ فيها التَّبادلُ بينَ الصِّيغتينِ أو الشَّيئينِ، فكلا الصِّيغتينِ تقومُ مقامَ الأخرى وتأخذُ وظيفتَها وعملَها، أمَّا ظاهرةُ الإنابةِ أو النِّيابةِ فلا يشترطُ فيها وقوعُ التَّبادلِ أبداً، بلْ إنَّ التَّبادلَ لا يقعُ بينَ الصِّيغتينِ، وإذا وقعَ التَّبادلُ فإنَّنا إذنْ لنْ ندرجَ المسألةَ تحتَ ظاهرةِ الإنابةِ أو النِّيابةِ بلْ ندرجُها تحتَ ظاهرةِ التَّبادلِ، ومنْ المسائلِ الَّتي توضِّحُ الفرقَ بينَ هاتينِ الظَّاهرتينِ مسألةُ وضعِ المفردِ موضعَ الجمعِ، ووضعِ الجمعِ موضعَ المفردِ، فهذه المسألةُ منْ بابِ التَّبادلِ؛ لأنَّ كلاً منْ المفردِ والجمعِ يقومُ مقامَ الآخرِ ويؤدِّي دورَهُ الوظيفيَّ، ومنْ المسائلِ على الإنابةِ أو النِّيابةِ مسألةُ الإنابةِ في بابِ الفاعلِ؛ فينوبُ عنْ الفاعلِ بعدَ حذفِهِ المفعولُ بِهِ نحو: فُهِمَ الدَّرسُ، والمصدرُ نحو: فُهِمَ فَهْمٌ صحيحٌ، والظَّرفُ نحو: صيمَ رمضانُ، والجارُّ والمجرورُ نحو: أُسِفَ عليهِ، فلا تبادلَ هنا يقعُ بينَ الفاعلِ وبينَ المفعولِ والمصدرِ والظَّرفِ والجارِّ والمجرورِ؛ بلْ إنابةٌ أوْ نيابةٌ.

Pages