You are here

قراءة كتاب لذة النص وبهاء القراءة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
لذة النص وبهاء القراءة

لذة النص وبهاء القراءة

كتاب " لذة النص وبهاء القراءة " ، تأليف د.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

تحولات الدم في شعر أمل دنقل

«مقاربة نقدية لنبوءة النص»

إنّ سهما أتاني من الخلف،

سوف يجيئك من ألف خلف ..

أمل دنقل

(لا تصالح)

«هل يصير دمي بين عينيك ماء؟

أتنسى ردائي الملطّخ..؟

تلبس فوق دمائي ثيابا مطرزة بالقصب؟

إنها الحرب!

قد تثقل القلب..

لكنّ خلفك عار العرب

لا تصالح ولا تتوخ الهرب».

يشكل الدم ومعجمه الشعري حقلا دلاليا بارزا في شعر أمل دنقل، وتحديدا في ديوانه «أقوال جديدة عن حرب البسوس»(1). فمن خلال الاعتماد على هذه الحكاية التراثية، التي تحكي تفاصيل حرب أهلية دامت أربعين سنة بين قبيلتين عربيتين من أبناء العمومة، ممن أراقوا فيها من دماء بعضهم ما لم يحدث وأن أريق مثله في أي حرب عربية/عربية في ذلك الزمان؛ لذلك فإن الدّم بصوره المختلفة، وتحولاته الممتدة على مساحة الديوان هو اللون الأكثر بروزا واستفزازا في كافة أرجاء المسرح.

يوظف أمل دنقل هذا الموروث الجمعي في قصيدة حديثة توظيفا يعبر من خلاله إلى واقع سياسي وتاريخي عربي؛ ليصوغ وجهة نظر فنية/ وموضوعية نابعة من رؤية شعرية خاصة تتأسس على التفريق بين زمنين مختلفين والمزاوجة بينهما في آن..

فالزمن الماضي مثّل الحرب بين أبناء العمومة (عرب/وعرب)

والزمن الحاضر يمثل الحرب بين ضدّين (عرب/ويهود)

فإذا كانت أول قصائد الديوان (لا تصالح) تؤسس فهما جذريا لاستحالة الصلح والسلام في الحالة الأولى، في الزمان الأول، بين العرب/و العرب. فإن الدلالة المتولدة عن ذلك تتمثل في مضاعفة هذه (الاستحالة) وتكثيفها في الحالة الأخرى، حالة الزمان الحاضر. ولإيصال هذه الرسالة يرتكز الشاعر على صورة الدم ارتكازا جوهريا محوّلا إياها إلى ثيمة (Theme).

Pages