You are here

قراءة كتاب الصهيونية .. النظرية والتطبيق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الصهيونية .. النظرية والتطبيق

الصهيونية .. النظرية والتطبيق

كتاب " الصهيونية ..

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار الجليل
الصفحة رقم: 1

تقديم:

في الحديث عن الصهيونية، يستدرج التاريخ قصة اليهود الذين تفرقوا في شتى أقطار الأرض، وظهر من بين ظهرانيهم من يحاول جمع شتاتهم، في دولة، ليس مهما أين، ولكن الأهم كيف؟ ذلك أن هؤلاء شكلوا عبئا ثقيلا على مساقط رؤوسهم، في مجالات الدس والوقيعة، والابتزاز، وتوظيف المال في خدمة شخوصهم.

وعلى الرغم من أن الدعوة الصهيونية، اصطدمت بالسخرية والاستهزاء، بداية الأمر، إلا أن الداعية الأول، ثيودرو هرتسل، لم ييأس، إلى أن تحقق له الأمر عام 1892 في بازل، حيث بدأ الإعداد للدولة العبرية.

والحركة الصهيونية تقوم أساسا، على مفهوم الدولة الخاصة بالشعب اليهودي، الذي يراوده حلم التفرد بالقوة المميزة، بدل الذوبان في المجتمعات التي يعيش فيها، ومن هنا، اختلطت الأهداف القومية التي يحملها قلة من اليهود، بالتطلع إلى حياة الرخاء، وهو الأمر الذي لا يلوح في الأفق البعيد.

ثمة من عارض، فيما أيد آخرون ساروا على طريق هرتسل، الذي حلق بداية في خيال بدا صعب المنال، وحينما تتالت الإنجازات، اقترب الحلم من الحقيقة.

وحين تقرر تجسيد الدولة على أرض فلسطين، التي يسمونها "أرض إسرائيل"، تجددت الانقسامات في الآراء، فالمهاجرون الأوائل، لم يجدوا في الأرض الموعودة سمنا وعسلا، كما كانوا يوعدون، وكأنهم أرادوا أن يجدوا كل شيء جاهزا وبرسم التسليم، على أن المؤرخين اليهود، أكثروا من التركيز على قضية الأرض القفراء القاحلة، التي تؤوي قلة من الناس، فجاء اليهود ليعمروا الأرض ويحولوها إلى جنات غناء، وهذا طرح دعائي هدفه التأكيد على "أرض بلا شعب".

لا علينا، فقد ثبت مع الأيام، أن الصهيونية حركة عنصرية، تعتمد شعار "شعب الله المختار"، و "الجنس اليهودي المتميز" وإذا كانت قد استطاعت فرض إرادتها على الساحة الدولية، وخاصة في الدول المتنفذة، فإن ذلك ينبع من دوافع سياسية، لا تتصل بحال من الأحوال، بالعشق الدولي-اليهودي، فثمة أصوات ربما كانت هامسة في دوائر سياسية مهمة عالميا، تؤكد الخطر الذي تحمله الصهيونية وأبناؤها، كنذير شؤم للعالم، بيد أن الدعاية الصهيونية تظل الأقوى.

ونحن ننشر هذا الكتاب ليست أسطورة…الصهيونية…النظرية والتطبيق، تتدافع إلى الذهن تساؤلات عديدة:

*كيف استطاع الكاتب الساخر ثيودور هرتسل استقطاب يهود العالم المترامي الأطراف؟

*وكيف تحول إلى الجدية السياسية، ليجسدها عمليا في الفكرة الصهيونية.

*وكيف تمكن وأتباعه القلائل، من نقل يهود العالم من حالة الرفاه والدعة، إلى الكد والعمل؟

*ومائة كيف، ومتى؟ وأين نستطيع أن نصدر بها تساؤلات لا تحصى أدت إلى قيام الدولة الإسرائيلية، بيد أن التساؤل الذي سيظل يداعب كل الأحاسيس هو: أين كان العرب والمسلمون؟ لا نحسب أننا مضطرون للإجابة!!

ندرك أن حيثيات هذا الكتاب لا تعدو كونها دعاية "لفتاكة" الحركة الصهيونية، تحمل كثيرا من التشويهات وقلب الحقائق، بيد أننا أكثر إدراكا، بأنها تحمل موعظة لمن يتدبر، وإذا كان الاستعمار قد قرر، فإننا سارعنا إلى الاستجابة والخنوع، وهنا يكمن الفرق بين النضال العربي الواهن، وبين التصميم اليهودي الذي حارب الاستعمار والعرب في آن معا، ليحقق حلم هرتسل، فيما ظل نضالنا مجرد قبض ريح.

دار الجليل

Pages