You are here

قراءة كتاب سجاد عجمي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سجاد عجمي

سجاد عجمي

كتاب " سجاد عجمي " ، تأليف شهلا العجيلي ، والذي صدر عن منشورات الضفاف للنشر والتوزيع ، نقرأ من

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 6

أنجز القادة الثلاثة خلال أيّام مهامّ استطلاع مكانهم الجديد، وتفحّصوا السور والأبواب الأربعة، والمسجد الجامع، ودار الولاية، والقصر محلّ إقامة الوالي، وعبروا الفرات إلى الضفّة الأخرى حيث بساتين (الرقّة السوداء) تقابل عمران (الرقّة البيضاء)، وأقاموا ليلة في الرصافة جنوباً، وليلة في دير زكّا شمالاً، وطلعوا إلى البادية في ليال أخر قضوها في دير الزعفران، ودير العذارى، التقوا كبراء الناس، وجلسوا بين صُغارهم، يرمون إلى معرفة الطباع والجبلاّت. وحين دخل الوالي قصره ليل الخميس، كانت الأمور قد سوّيت ليصلّي الجمعة في الناس الذين ملؤوا صحن الجامع، وفاضوا إلى حدود السور، شاخصين بعيونهم، مصغين إلى كلمات الوالي الذي صلّى بهم صلاته الأولى، ثمّ وقف على المنبر خطيباً، فحمد الله، وأثنى عليه، وصلّى على نبيّه، ثمّ قال:

(أيّها الناس: ما نحن بأحسن منكم، لكنّا أصبحنا لكم قادة، وعنكم ذادة، نسوسكم بسلطان الله الذي أعطانا، ونذود عنكم بفيئه الذي خوّلنا، فلنا عليكم السمع والطاعة، ولكم علينا العدل والإنصاف، فلا نغلق بابنا دونكم، فيأكل قويُّكم ضعيفَكم، ولا نحمل على أهل جزيتكم ما نجليهم به عن بلادهم، ونقطع نسلهم، ولكم أن يكون عندي أقصاكم كأدناكم، وأنا على ذلك، ما لم تَدَعوا الشيطان يستبطنكم، فيخالط منكم اللحم والدم، فيصل الشغاف، ليحشوكم نفاقاً وشقاقاً، فلا تصرّوا على الفتنة وأنتم لا تعرفون المخرج منها، وخاصموا الشيطان، واتعظوا بمن كان قبلكم، قبل أن يتعظ بكم من يأتي بعدكم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.).

حينما نـزل الوالي ليغادر، كانت غمامة الدهشة قد حطّت على ألباب الناس، فتلك شدّة في غير موضعها، ومقال ليس في مقامه، وراحت نفوسهم إلى نفور من الوالي الجديد، إذ وجدوا وراء كلامه تلويحاً بالتهديد، ووعيداً بما لم يعهدوه من قبل. لكنّ كلاًّ من مالك بن عليّ الأشجعيّ، وعاصم أخيه، وأحمد ابن عمّه، ورهطهم، كانوا قد عرفوا تماماً كنه المسألة، فَقفلوا واجمين إلى مجلسهم في الحيّ، وكلّ منهم يقلّب في عقله وجوه ما هم مقبلون عليه.

Pages