كتاب " سجاد عجمي " ، تأليف شهلا العجيلي ، والذي صدر عن منشورات الضفاف للنشر والتوزيع ، نقرأ من
You are here
قراءة كتاب سجاد عجمي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
-3-
- ما بال عمر ياسهيل؟
- امرأة، حلّت، أخذت قلبه، ثمّ ارتحلت.
- لابدّ من أنّها قادرة، فلم أره في حبّ امرأة قبلاً، على هذه الحال!
- ليست المرأة وحدها، بل معها طفلها.
- إذن، ربّة بعل هي، ويحك ياعمر! أفيذوق من الهوى مرَّهُ رَجُلٌ أذاق نساءَ الرقّة حلاوتَهُ! بالله خبّرني من هي؟
- امرأة كانت على سفينة قادمة من بغداد، نـزلت في المرفأ، وباتت ليلة في نُزِل (محبوبة)، ثمّ ظعنت فجراً مع أوّل قافلة إلى دير زكّا، ولا علم لنا غير ذلك بأمرها، حتّى عمر ذاته لا يعرف عنها سوى ما رآه منها في تلك اللحظات العابرة.
- لا بأس عليه ياسهيل، فلا يضير الرجل حبّ امرأة لا يعرفها!
- لكنّه عقد العزم على معرفتها، فمن يومها الذي مضى عليه أسبوع، صاحب عمر الملاّح، يبحث بين حكاياته عن خبر المرأة التي سلبت لبّه.
رسا المركب القادم من بغداد على شاطئ الفرات، وبدأ ركّابه ينحدرون إلى سبلهم، وبعد حين أطلّ أحد العاملين ليناول عمر الذي وقف على الرصيف، صندوقاً من تلك الصناديق التي تحمل فيها الأمانات في البحر. وبينما كان عمر يحثّ مولاه على تناول الصندوق، برزت امرأة في يدها طفل، ربّما في السادسة من عمره، وقد أعياها إنـزاله والمتاع معاً، فما كان من عمر إلاّ أن أسرع نحوها ليساعدها، فمدّت له يدها بالولد، فتلقّاه، وسايره، ريثما أمّنت على بقيّة حملها. وما أن وضعت قدميها على اليابسة، حتّى انتصبت أمام عمر كالسارية، أدارت حولها الطرف، وهي تملأ رئتيها من الهواء بنشوة من يعتلّ كأساً حُرِمه زمناً، وقالت غير محدّثةٍ أحداً:
- طوبى لمن عاش حتّى يلقاكِ!