You are here

قراءة كتاب نعم تستطيع ! المسؤولية الاجتماعية والتغيير

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نعم تستطيع ! المسؤولية الاجتماعية والتغيير

نعم تستطيع ! المسؤولية الاجتماعية والتغيير

كتاب " نعم تستطيع ! المسؤولية الاجتماعية والتغيير " ، تأليف د. أوسم وصفي ، والذي صدر عن دار أوفير للطباعة والنشر .

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

التَّغيير

يحدُثُ التَّغييرُ المجتمعيُّ بأنْ تُقرِّرَ أن تكونَ جزءًا من أمرٍ ما. وعندما تُعلِنُ عن ذلك، يتبعُك آخرون. إنَّ الرَّشوةَ، والإهمالَ، والتَّزويرَ، وعدمَ احترام قَواعد المرور، وإلقاءَ المخلَّفات، والكتابةَ على الجدران بقَصْد التخريب، والتَّلويثَ الضوضائيَّ والبصريّ، وعدمَ احترامَ الدور... إلخ- هي جميعها أمورٌ يمكنُ أن تقرِّرَ موقفَك بشأنها. في عددِ اليوم من صحيفة ‘‘المصريُّ اليوم’’[1]، كتبَ الروائيُّ المشهور علاء الأسواني أنَّه، في أثناء الثورة، كان مَوجودًا نحو الساعة الثانية بعد منتصف اللَّيل في ميدان التَّحرير [الذي صارَ رمزًا للثورة المصريَّة]؛ وإذْ كان يشعرُ حينها بالتَّوتُّر أشعلَ سيجارةً وألقى العلبةَ الفارغةَ في الشارع وراح يدخِّنَ شاردَ الذِّهن. وبعدَ ثوانٍ، شعرَ بِيَدٍ تَربُتُ كتفَه، فالتَفَتَ ليَجِدَ سيِّدةً في نحو السبعين من عمرها تُعطيه العلبةَ الفارغةَ وتقول له: ‘‘نريدها من الآن نظيفة’’.

ترى هل سيَستَطيعُ علاء الأسواني أن يلقي مرَّةً أخرى علبةَ سجائر فارغةً على الطريق؟ ولأنَّه علاء الأسواني فقد كتَبَ هذا في صحيفةٍ يوميَّةٍ قرأها ملايينُ الناس. تُرى، كم شخصًا من قُرَّاء الأسواني سيَتَوقَّفون، بسبب ما فعلته هذه السيِّدة العجوز، عن إلقاء عُلَبِ السجائر الفارغة على الطريق؟ وكم منهم سيُحاوِلُ أن يُقلِعُ عنِ التدخين تمامًا؟ كان من الممكن أن تقولَ هذه السيِّدة العجوزُ لنَفسها: علبةُ سجائرَ في الطريق لن تضرَّ أحدًا، ولن يُفيدَ رَفْعُها كثيرًا. غير أنَّها لَم تَقُلْ هذا، وكم أشكرُها لأنَّها لَم تفعلْ ذلك.

بلا شكّ، لا نستطيعُ أن ننسى دَورَ القوانين وتطبيقها في إحداث التَّغيير، لكنَّ التأثير الاجتماعيَّ يلعبُ أحيانًا دَورًا أقوى تأثيرًا من القانون.

لقد تربَّينا على عباراتٍ سلبيَّةٍ مثل: ‘‘هل أنا مَن سيُغيِّرُ المجتمع؟’’ أو عباراتِ تَهكُّمٍ ممَّن يعترضُ على شيءٍ ما، فنقول له مثلًا: ‘‘هل تظنُّ نفسَك مُصلحًا اجتماعيًّا؟’’ نعم! أنتَ وغيرُك يمكنُكُم أن تغيِّروا المجتمعَ وتُصلِحونَه. نعم! إذا استَيقَظَ وَعيُكَ المجتمعيُّ ونَما شعورُك بامتِلاك هذا المجتمع وبالانتماء إليه وإلى البلد الذي تَعيش فيه، فإنَّك تستطيعُ أن تُغيِّرَها وتصنعَ منها بلدًا أفضلَ يحترمُ الحرِّيَّةَ والعدالةَ وحقوقَ الإنسان، ويوفِّرُ حياةً أكرمَ لأفراده.

Pages