في مقاله (الرئيس الرابع والأربعون المجمّد) يرصد ديفيد مايكل جرين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة هوفسترا في نيويورك خمس مشكلات رئيسية في شخصية باراك أوباما رئيساً. أولها أنه لا يفهم الأولويات.
أنت هنا
قراءة كتاب مكان خاص في الجحيم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
جورج أورويل 2010
جون بيلجر
في روايته (1984)، وصف جورج أورويل دولة عظمى تسمى أوقيانوسيا، لغتها الحربية قلبت الأكاذيب التي ”دخلت ذمة التاريخ وأصبحت حقيقة. ومضى الشعار الحزبي“ من يسيطر على الماضي، يتحكم في المستقبل: ومن يسيطر على الحاضر يسيطر على الماضي”.
وباراك أوباما هو زعيم أوقيانوسيا المعاصرة. ففي خطابين له في ختام العقد، أكد الحائز على جائزة نوبل للسلام أن السلام لم يعد السلام، وإنما هو حرب دائمة ” تتخطى أفغانستان وباكستان” إلى “مناطق غير منظمة ينتشر فيها الأعداء”. وأطلق على هذا التعريف اسم (الأمن العالمي)، مستدعياً مشاعرنا للعرفان. وبطرافة قال الرجل لشعب أفغانستان، والذي غزته أميركا واحتلته: ”لا مصلحة لنا في احتلال بلدكم”.
في أوقيانوسيا، لا ينفصل الصدق عن الكذب. ووفقاً لأوباما، فإن الهجوم الأميركي على أفغانستان في عام 2001 كان مغطى قانونياً من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ولكن الواقع أنه لم يكن هناك تخويل من الأمم المتحدة. وقال إن “العالم” أيد غزو العراق في أعقاب 11 أيلول عندما لم يكن، في الحقيقة، سوى ثلاثة من مجموع 37 دولة شملها استطلاع مؤسسة غالوب أعربت عن معارضتها الساحقة لذلك الهجوم. وقال أن أميركا غزت أفغانستان ”فقط بعد أن رفضت طالبان تسليم (أسامة) بن لادن”. والواقع أن طالبان في العام 2001، حاولت ثلاث مرات تسليم بن لادن للمحاكمة، حسبما ذكرت النظام العسكري في باكستان، ولكن المعنيين تجاهلوا تلك المحاولات. حتى تعمية أوباما تعمية لأحداث 11 أيلول لتبرير حربه إنما هي تعمية زائفة. فقبل أكثر من شهرين من الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي، كانت إدارة بوش قد أبلغت وزير الخارجية الباكستاني، نياز نايك، أن الهجوم العسكري الأميركي سيشن بحلول منتصف أكتوبر/ تشرين الأول. ولم يعد نظام طالبان في كابول، الذي كان يلقى دعماً سرياً من إدارة كلينتون نظاماً مستقراً بما فيه الكفاية لضمان سيطرة أميركا على أنابيب النفط والغاز في بحر قزوين، التي كانت قررت السيطرة عليها.