أنت هنا

قراءة كتاب مكانة النساء في العقائد اليهمسلامية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مكانة النساء في العقائد اليَهَمَسلامية

مكانة النساء في العقائد اليهمسلامية

هذه الدراسة عبارة عن دراسة تأصيلية لمكانة النساء في العقائد اليهمسلامية. حيث اعتمدت على "التناخ" والعهد الجديد والقرآن، ثم على الآداب الكلاسيكية الأخرى، التي من شأنها أن توضح ما بَهُم في المصادر الأولية. ولن نعتمد إلا بالقليل على المراجع المعاصرة.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
لا فرق إذا اعتبرنا الأديان قاطبة، العقائد والشرائع والطقوس، نتاج الواقع المُعاش للحياة الاجتماعية، أو من الوحي والنقل: أي من عند الله والواقع المُعاش بصيرورته وديمومته وتعقيداته كافة. إلا أن تطبيقاتها وفقهها نتاج إنساني بامتياز، نتاج الوعي الجمعي لمجموعة معينة من الناس والمجتمعات. فالإنسانية تستخدم كافة طاقتها المُدْرِكة/ وعيها من أجل فهم ما يحيط بها من ظواهر، وما يصادفها من أحداث في إطار وعيها أو من خارجه، للتأثير في مسارها وصيرورتها. وعندما تعجز فإنها تستدعي إيمانها من أجل إيجاد تفسير لظواهرٍ كان وعيها وإدراكها قد عجزا عن تفسيرها وتغيير مسارها. وإذا استعرنا من معجم الأديان، فإن الإدراك/ الوعي، هو "عالَم الشهادة"، والإيمان، هو "عالَم الغيب". أي أن الأديان تعتمد على عالمي الشهادة والغيب ولكنها تقدم الغيب على الشهادة، ليصبح اعتمادها على عالمي الغيب فالشهادة.
 
نشأت الأديان نشأة صراعية وخلافية مع الواقع الذي ظهرت إليه. فكل دين يصارع ويخالف الواقع الذي نشأ ويعيش فيه، كحال المنظومات المعرفية المختلفة، وكذلك الأديان التي تصارعه على نفس مصادر الثروة والنفوذ المادية والروحية والأخلاقية، كالآلهة والمعتقدات والطقوس والشرائع. ليس هذا فحسب، بل يتصارع داخل الدين الواحد قوى لها مصالح مختلفة في تحديد مساره، وهي التي نسميها طوائف ومذاهب وطرقًا ومدارس مختلفة. وأول هذه الصراعات هو صراع الرجال والنساء، على مستوى النوع الاجتماعي، متمثلا بـ(ءَدَم) و(حَوَه)، كما يخبرنا "التناخ"، الكتاب المقدس لدى اليهود، الذي وضع الأسس لهذا الصراع في إطار عَقَدَيّ (من عقيدة). وكذلك فإن كلا من العهد الجديد، الكتاب المقدس لدى المسيحيين، الذي يقبل "التناخ" ولكن بصيغة "العهد القديم"، الذي هو "التناخ" يواصل فهمهُ المسيحي الذي يمهد لقدوم يسوع المسيح، في وضع أسس عقدية لهذا الصراع. وكذلك القرآن، الكتاب المقدس عند المسلمين، يضع هو الآخر أسسًا عَقَدَيّة لهذا الصراع تختلف عمّا جاء به كل من "التناخ" والعهد الجديد. والعقيدة وفق ما يرد في المعجم الوسيط هي: "الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده، وهي في الاصطلاح الديني: ما يقصد به الاعتقاد دون العمل، كعقيدة وجود الله، وبعثه الرسل" (المعجم الوسيط ج2 ص614). أما الشريعة فهي القوانين التي تُشرع لإدارة حياة الناس في الواقع المُعاش بالاستناد إلى ما ورد في النصوص الأصلية للأديان اليهمسلامية ولا تناقضها أو تعارضها إلا فيما ندر، كما سنشير إلى ذلك في الخاتمة والنقاش. أي أنها تتوسط بين النصّ المقدس والواقع المُعاش. وسنشير في بحثنا هذا إلى تأثير العقيدة على الشريعة من منطلق المقارنة بين العقائد والشرائع في الأديان اليهمسلامية: اليهودية والمسيحية والإسلام.
 
تهدف هذه الدراسة إلى عرض مكانة النساء في عقائد الأديان اليهمسلامية وشرحها. وسوف نذكر النقاط التي تأتلف فيها، والتي تختلف فيها هذه العقائد. بالرغم من كون موضوع بحثنا، هو مكانتهن في هذه العقائد، إلا أننا لكي نبرهن على ما تقول به كل عقيدة، فسوف نقتبس ثلاثة من مفكري العصر الوسيط لكي يشرح كل واحد منهم مكانة النساء في دينه. وكذلك الشريعة المستمدة من العقيدة، في عدة أمثلة لنعي تأثير العقيدة على الشريعة.
 
تعتبر هذه الدراسة دراسة تأصيلية لمكانة النساء في العقائد اليهمسلامية. وسيكون اعتمادنا على المصادر الأولية: "التناخ" والعهد الجديد والقرآن، ثم على الآداب الكلاسيكية الأخرى، التي من شأنها أن توضح ما بَهُم في المصادر الأولية. ولن نعتمد إلا بالقليل على المراجع المعاصرة. والهدف، هو تأصيل هذه الدراسة وليس نقاشا مع دراسات أخرى. فقد أنشأنا هذه الدراسة من منطلق علم الأديان المقارن، لكي ندلل على أن الأديان تنسجم انسجاما مع الواقع الذي تعايشه من خلال السيرورة والصيرورة التاريخيتين؛ فما نراه في اليهودية يختلف بعض الشيء عما نراه في المسيحية، وما نراه في الإسلام يتعارض كلية مع ما نراه في اليهودية والمسيحية، كما سينجلي لنا من صفحات هذا البحث، وذلك بسبب اختلاف المجتمعات والحقب التاريخية والمحركات والدوافع التي تحركها.

الصفحات