هذه الدراسة عبارة عن دراسة تأصيلية لمكانة النساء في العقائد اليهمسلامية. حيث اعتمدت على "التناخ" والعهد الجديد والقرآن، ثم على الآداب الكلاسيكية الأخرى، التي من شأنها أن توضح ما بَهُم في المصادر الأولية. ولن نعتمد إلا بالقليل على المراجع المعاصرة.
أنت هنا
قراءة كتاب مكانة النساء في العقائد اليهمسلامية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
2- المسيحية: صوتان مركزيان ومكانة خاصة لمريم العذراء
"مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!"(يوحنا 8: 7).
"مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ
دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ
وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ (رومية 5: 1).
في هذا القسم من مداخلتنا، سنعرض لأهميّة وجود أربع نساء، لَسْنَ من نخبة المجتمع، في نسل يسوع المسيح. ومواقف كل من مؤسسي المسيحية الأولى، وأقصد يسوع المسيح، الذي تم صلبه ومغادرته ميدان الأحداث، دون أن يتمكن من إنجاز جميع مبادئ الدين الجديد الذي جاء به، ودون أن يضع منهجا مبلورا لفهمه، وشاؤول الطرسوسي، الذي اعتنق الدين الجديد، واستبدال اسمه القديم (شاؤؤل) باسم جديد هو (بولس)، وأصبح مشهورا به. فبولس هو أكثر وأهم من أثّر في تحول الدين الجديد إلى مؤسسة ولاهوت جديدين، يختلفان اختلافا جوهريا حول موضوع بحثنا في هذا القسم: مكانة النساء في العقيدة المسيحية، وعمّا جاء به ربّه/ kyrius وسيده، يسوع المسيح.
ينحدر كل من يسوع المسيح وبولس الرسول من اليهودية- نؤكد: بحسب العهد الجديد. فقد ولد الأول لفتاة يهودية من غير زواج.. ونشأ وترعرع في ظروف ترفضه وترفض أمه ، هذا في المستوى الشخصي. أما في المستوى العام، فقد عاش وترعرع في بيئة يهودية تعتبر الرجال أسيادا والنساء إماءً، وتؤيد الزواج الضرائري (تعدد الزوجات) والعمل بالتجارة والربا وتكره الآخرين. لذا فإنه، وكما يقول هادي العلوي بحقّ أن اليسوعية (المسيحية الأولى) جاءت ثورة على اليهودية (العلوي؛ 1996: 41- 68). أما شاؤول الطرسوسي فقد نشأ في أسرة يهودية متدينة، وكان مريدا للرابي جَملئيل، وكان متشددا جدا، ويذكر أنه كان يضطهد أتباع يسوع (غلاطية 1: 12- 16 و1 تيموثاوس 1: 12- 16 وأعمال الرسل 7: 58- 60 و8: 1-3 و22: 4- 5). وكان تلميذا للرابي جملئيل (أعمال الرسل 22: 3). وأراد الزواج من ابنته فرفض.. واعتنق المسيحية . ويعتبره العلوي "مؤسس الديانة المسيحية ومنشئ الكنيسة". وكانت تعاليمه مجابهة ومناقضة لما جاء به معلمه، فهو الذي جعل الكنيسة محور النشاط الديني، وأدخل عقيدة الثالوث للمسيحية، واعترف بقابلية الأغنياء للإيمان إذا ما تبرعوا بسخاء، وكرّس العبودية وحرّم العصيان على السلطة والعائلية الصارمة" (هناك: 53- 54). وانطلاقا من هذه الخلفية سوف نستعرض فكر وموقف كل منهما تجاه المرأة والنساء.