هذه الدراسة عبارة عن دراسة تأصيلية لمكانة النساء في العقائد اليهمسلامية. حيث اعتمدت على "التناخ" والعهد الجديد والقرآن، ثم على الآداب الكلاسيكية الأخرى، التي من شأنها أن توضح ما بَهُم في المصادر الأولية. ولن نعتمد إلا بالقليل على المراجع المعاصرة.
أنت هنا
قراءة كتاب مكانة النساء في العقائد اليهمسلامية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
2. 1- أربع نساء في نسب يسوع
يذكر العهد الجديد أربع نساء في نسب يسوع المسيح "الملوكي"، عدا أمه. يقول: "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن دَوِد [...]، من ثَمَر. [...] رَحَب/ رَحاب. وبُعَز ولد عوبيد من روث. وعوبيد ولد يشي. ويشي ولد دود الملك. ودود الملك ولد شلُمُه من التي لأُوريه [بَتْشِبَع]. ويعقب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح" (متى 1 :1- 17 ). والنساء المذكورات، حامت حولهن شبهات أخلاقية: فـ(ثمر)، هي ابنة (دود)، والأخت غير الشقيقة لـ(ءَمنون)، بن (دود) الذي دبّر عملية اغتصابها.. ومع ذلك يقتصّ (دود) منه!! و(رحب/ رحاب)، هي "بغي يرحو"، التي ساعدت جاسوسا (يشوع بن نون)، وكانا قد جاءا لاستطلاع أحوال (يرحو) قبل احتلالها.. و(روث)، هي كنّة (نعمي)، وأرملة أحد أبنائها. وهي (موءبية) الأصل، فضلت التنازل عن هويتها وأهلها، ورافقت حماتها بعودتها إلى (بيت لحم يهوده).. وزوجة (ءوريه الحثي/ بتشيبع)، وهي التي دبّر (دود) حادثة مقتل زوجها وتزوج منها! يحملها الأدب اليهومسيحي المسؤولية لأنها لم تقاوم "غزل" (دود). فقد ذكر العهد الجديد هؤلاء النسوة اللواتي تحوم حول بعضهن شبهات أخلاقية، كما تؤكد العقيدة المسيحية، من أجل التأكيد على حقّ هؤلاء النساء، مهما كانت مكانتهن، في نسب يسوع. أي حقّ النساء كافة دون تمييز بالخلاص مثلهن مثل الرجال.
ونورد قصص كل واحدة منهن كما جاءت في "التناخ"، الأمر لا يلزمنا الأخذ بها أبدًا. إلا أن ظهورهن في سلسلة النسب "الملوكي"، يدل على حصّة النساء اللواتي دارت حولهن شبهات تعاقب عليها الشريعة اليهودية، ويدلّ أيضًا على نصيبهن في نسب الـ"المخلص". فنسب "المخلص"، هو من النساء المغضوب عليهن باليهودية، وعليه، سنرى محاولات يسوع الحثيثة لإعادة الاعتبار لهن.