قد يشكل هذا المؤلف اضافة نوعية لنشر ثقافة التربية الخاصة في اوساط الدارسين لغير العلوم التربوية والاجتماعية وبالاخص اولئك الذين أنعم الله عليهم بنعمته فهداهم لمهنة التعليم والتدريس في الاختصاصات العلمية المختلفة ليقدم لهم هذا الجهد المتواضع عونا ابتدائيا تع
قراءة كتاب التربية الخاصة لغير الاختصاص
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
التربية الخاصة لغير الاختصاص
الصفحة رقم: 3
والتربة للمربين هي عند (هربارت): موضوع علم غايته تكون الفرد من أجل ذاته وتوقظ فيه ضروب ميوله الكثيرة .
والتربية عند ( ستوارت ميل) حسب قوله هي : التربية جميع ما نقوم به من أجل أنفسنا وما يقوم به الاخريين من أجلنا بهدف الاقتراب من كمال طبيعتها ، فهي بهذه الشمولية لآثارها المباشرة وغير المباشرةتكون طبع الفرد وملكاته.
أما "دور كهايم" فيعتبر التربية هي العمل الذي تحدثه الاجيال الناضجة في الاجيال التي لم تنضج بما يكفي للحياة الاجتماعية.
ويعتبر "جون ديوي" فيرى التربية بأعتبارها مجموعة العمليات التي يستطيع بواسطتها مجتمع ما أن ينقل سلطته وأهدافه الى الاجيال الناشئة بهدف تأمين وجوده ونموه المستمر.
بينما ينطلق علماء العرب والمسلمين ومربيهم في نظرتهم للتربية من معنى الكلمة بحد ذاتها فيقول ابن منظور في لسان العرب وبالشئ يربو ربوا، ورباه أي زاد ونما.
وفي معجم المنجد ربا الولد، يربو، ربوا، وربوا أي نشأت بينما يرى الغزالي ( أبو حامد محمد بن محمد الغزالي) أن التربية والتعليم أشرف المهن والصنائع وهو بهذا يستشهد بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( انما بعثت معلما) كما عرف عن الامام الغزالي قوله بأن التربية تقرب الانسان الى الله سبحانه وتعالى.
ويشتهر ابن خلدون بموقفه من التربية بأعتبارها تحقق هدفادينيا وهو العمل للآخرة والهدف العمل للدنيا مسترشدا بقوله سبحانه وتعالى( وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا) القصص-76.
ويرى المربون العصريون مثل الدكتور فاخر عاقل وجميل صليبا بأن التربية هي عون الانسان على البقاء بالشكل الانسب، وهي اعداد الحياة المقبلة، والكشف عن المواهب والميول ونقل التراث وحفظه(د.فاخر) والتربية تبلغ الشئ الى الكمال أي بتنمية الوظائف النفسية، وأن التربية والوراثة متقابلتان الأولى تعني التغيير والوراثة تعني الثبات.
يتبين لنا فيما تقدم ذكره أن التربية العامة عملية تحدث للانسان الحي وترافق مراحل نموه منذ ولادته وحتى الممات، تنعكس على سلوكه وتصرفه الظاهر كما تظهر في حواسه ومشاعره غير الظاهرة عبر سلوكه وخلاله، كما يكشف ذلك علماء النفس والاجتماع وعلمكاء الطب وخبراء علوم الحياة ووظائف الاعضاء..