رأيت قبل عشر سنوات رؤيا أزعجتني، وشعرت بعد استيقاظي بفرح عارم، حامدا الله تعالى كثيرا، لاعتقادي حينها أن ما رأيت لم يكن إلا حلما مزعجا، وأن هذا الأمر حلم ولن يكون في الحقيقة منه شيئا ولكن ما وقع لي في الحقيقة، كتفسير لما رأيت في منامي، كان أشد مما رأيت ومما
أنت هنا
قراءة كتاب الجديد في رؤى العبيد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
تمهيــــــد
لقد فطر الْلَّه الإنسان على حب المعرفة، وهو تواق دائما لمعرفة أمور الغيب وما سيئول إليه مصيره من خير أو شر، وكثير من الرؤى تغير حياة الإنسان وخاصة إذا اهتم بتفْسيرها، فمنها ما يدخل البشرى على حياة ذلك الشخص بحصول منفعة دنيوية ومنها ما يحذره من الوقوع بمصيبة أو من بلاء سيصيبه ليستعد له، وقد اعتمد بعض الناس على التعامل مع العرافين والفتاحين حتى إنهم استحدثوا طريقة الفتح في فناجين القهوة، وحيث أن مثل هذه الطرق لا تزيد الإنسان إلا ضلالا وجهلا وبعدا عن الدين مصداقا لقول رسولنا عليه الصلاة والسلام (من أتى عرافا لم تقبل له صلاة أربعين يوما)، ولنعلم أن كل ما يقوله هؤلاء الدجالون هو من باب الدجل والتضليل، ولكن الذي يحدث مع الإنسان أنه عندما يسمع من هذا الدجال خبرا واحدا صادقا ومن ثم يتبعه بالأخبار الكاذبة التي ما أنزل الْلَّه بها من سلطان فيكون تركيز هذا الإنسان على حدوث الخبر الصادق ويعتقد أن هذا الدجال استطاع أن يعرف عنه أو عما سيحدث له ويكون إيمانه به كبيرا وقد أعلمنا الْلَّه عز وجل كيف يحدث ذلك من الآية الكريمة:(إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ﴿١٨﴾) [الحجر: ١٨] ومعنى هذه الآية من التفسير الميسر: (إلا من اختلس السمع من كلام أهل الملأ الأعلى في بعض الأوقات، فأدركه ولحقه كوكب مضيِء يحرقه. وقد يلقي الشيطان إلى وليه بعض ما استرقه قبل أن يحرقه الشهاب.)
فهنا من التفسير يتبين لنا أن بعض الشياطين والجن يستمعون إلى الملأ الأعلى ويعلمون بعضا من أخبار السماء فيلقونها إلى أوليائهم من الإنس الذين يتعاملون معهم، ثم يقوم هذا الإنسي بإبلاغ صاحب الشأن بهذا الخبر ويضيف عليه من الإخبار الكثيرة وهي من كذبه .
وعند حدوث هذا الخبر الْصادق فما يكون من هذا الشخص إلا أن يركز على الخبر الصادق وينسى معه الكثير من الأخبار الكاذبة ويزي إيمانه وتعجبه من هذا الدجال وكيف أنه أستطاع أن يبلغه بأخبار عنه لا يعلمها أحد إلا الله.
والمستمع كما قلنا لا يسعه إلا التصديق بهذا العراف والإيمان به ولا يعلم أنه لا تقبل له صلاة أربعين يوما كما فِي الحديث عن النّبي -صلى الْلَّه عليه وسلم قال (مَن أَتَى عَرَّافا فَسَأَلَه عَن شيءٍ لَم تُقْبَل لَه صَلَاة أَرْبَعِيْن لَيْلَة.)(1).
ولكن سبحان الخالق القائل في كتابه الكريم (اليوم أكملت لكم دينَكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فقد حسدنا اليهود على هذه الآية وقالوا لو أنزلت عليهم لكانت لهم عيدا. فديننا الحنيف قد اكتمل، ولم يبق شيء يعلم الناس دينهم وتقربهم إلى الْلَّه إلا وقد أتى به وما من شر وبعد عن الْلَّه إلا وقد نهانا عنه.


