أنت هنا

قراءة كتاب الجديد في رؤى العبيد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الجديد في رؤى العبيد

الجديد في رؤى العبيد

رأيت قبل عشر سنوات رؤيا أزعجتني، وشعرت بعد استيقاظي بفرح عارم، حامدا الله تعالى كثيرا، لاعتقادي حينها أن ما رأيت لم يكن إلا حلما مزعجا، وأن هذا الأمر حلم ولن يكون في الحقيقة منه شيئا ولكن ما وقع لي في الحقيقة، كتفسير لما رأيت في منامي، كان أشد مما رأيت ومما

تقييمك:
5
Average: 5 (3 votes)
الصفحة رقم: 9
أقسام هذا العلم
 
ينقسم هذا العلم إلى قِسْمَيْن:
 
أحَدُهُمَا يَخْتَص بِعِلْم الْتَّعْبِير وَمَا فِيه مِن آياتٍ وأحاديث وَقَوَاعِد وَرُمُوز وَقَرَائِن تُسَاعِد المُعبٍر على الْوُصُول الى أحسن الْتَّعْبِير وَمِن النَّاس مَن اخْتَص فِي هَذَا الْعِلْم وَلَكِن لَيْس لَه مَن قَدْرِة عَلَى تَفْسِير الْرُّؤَى.
 
وَالْقِسْم الآخر مِن اسْتَطَاع أن يُفَسِّر وَيُعَبَّر لِلْرَّائِي مَا رآه وَلَكِن لَيْس لَه عِلْم فِي هَذَا الْعلَم وَلَو قُلْنَا كَيْف فالجواب هو التالي: إن مَن الْمُعَبِّرِين مَن لَه الْفِرَاسَة والإلهام مِن اللَّه عَز وَجَل لِّتَعْبِير الْرُّؤَى وَلَكِن لَو سَأَلْتَه مَاذَا يَعْنِي الْرَّمْز هَذَا أو سألته عَن قاعدة مُعَيَّنَه فَمِنْهُم مَن لَا يَسْتَطِيع إجَابَتك.
 
وَلَكِن لَو وَرَد هَذَا الْرَّمْز فِي رُؤْيَا مُعَيَّنَة فَهو يَسْتَطِيع تَعْبِيرَهَا ضِمْن هَذِه الْرُّؤْيَا بِشَكْل كَامِل وَمِنْهُم مَن يَكُون لَدَيْه الْخبْرَة وَالْمَهَارِة بِذَلِك، وَلَكِن الْخَيْر كُل الْخَيْر لِمَن اسَتَطَاع أن يَجْمَعُهُمَا مَعَا وَنَقْصِد هُنَا أن الإنسان لَا يَسْتَطِيع أن يَحْصُل عَلَى الْفِرَاسَة والإلهام إلَا بإُذن الْلَّه وَلَكِن مَن أَعْطَاه الْلَّه هَذِه الْفِرَاسَة والإلهام فَعَلَيْه أن يدرِس هَذَا الْعِلْم وَيَجْتَهِد فيِه وَالتَّوْفِيق مِن الْلَّه عَز وَجَل.
 
وَاعْلَم أُخَي أنَّه رُوِي عَن الْسَّابِقِين أن مِنْهُم مَن أَعْطَاه الْلَّه هَذَا الْعِلْم إلهاما فَمَثَلَا رُوِي عَن ابن سِيْرِيْن أَنَّه قَال رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي دَخَلْت الْجَامِع فَإِذَا أَنَا بِمَشَايِخ ثَلَاثَة وَشَاب حَسَن الْوَجْه إِلَى جَانِبِهِم فَقُلْت لِلْشَّاب مَن أَنْت رَحِمَك الْلَّه قَال أَنَا يُوْسُف قُلْت فَهَؤُلَاء الْمَشْيَخَة قَال آبائي إِبْرَاهِيم وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب فَقُلْت عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَك الْلَّه قَال فَفَتَح فَاه وَقَال انْظُر مَاذَا تَرَى فَقُلْت أُرَى لِسَانَك ثُم فَتَح فَاه فَقَال أُنْظُر مَاذَا تَرَى فَقُلْت لِسَانَك فَفَتَحَه ثَالِثَة فَقَال أُنْظُر مَاذَا تَرَى قُلْت أَرَى قَلْبِك فَقَال عَبّر وَلا تَخَف فَأَصْبَحت وَمَا قَصَّت عَلَيّ رُؤْيَا إِلَّا وَكَأَنِّي انْظُر إِلَيْهَا فِي كَفِّي.
 
وَقَرَأنَا فِي كُتُب الْسَّابِقِين عن بعض من تَعلَّم هَذَا الأمر إِلهَامَا مِن الْلَّه عَزَ وَجَل وَلَم يُنْكِر الْعُلَمَاء الْسَّابِقُون عَلَى هَؤُلَاء وَلَكِن لَم نَر فِي عَصْرِنَا هَذَا مَن تَعَلَّم هَذَا الْعِلْم هَكَذَا ولكن كما قيل ما استقام إلهامه مع الشرع فهذا يؤخذ منه ومن كان غير ذلك فهو مردود عليه.
 
* * *

الصفحات