رأيت قبل عشر سنوات رؤيا أزعجتني، وشعرت بعد استيقاظي بفرح عارم، حامدا الله تعالى كثيرا، لاعتقادي حينها أن ما رأيت لم يكن إلا حلما مزعجا، وأن هذا الأمر حلم ولن يكون في الحقيقة منه شيئا ولكن ما وقع لي في الحقيقة، كتفسير لما رأيت في منامي، كان أشد مما رأيت ومما
أنت هنا
قراءة كتاب الجديد في رؤى العبيد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
إَثْبَات حَقِيْقَة الْرُّؤَى
إن كَثِيرا مِن الْنَّاس قد أنكر الْرُّؤَى وأنها مِن الْلَّه عَز وَجَل وَأفاض فِي أفكار عديدة لإنكار هَذَا الأمر ومن طَوَائِف الْمُسْلِمِيْن أيضا مِن أنكر عَذَاب الْقَبْر.
وَلَسْنَا هُنَا بِالْمَقَام لِذِكْر هَذِه الْطَّوَائِف ومُعْتَقَدَاتِهَا فِي هَذَا الأمر، وإنما سَيَكُون هَذَا البَاب لِإِثْبَات حَقِيْقَتهَا بِالَّدَّلِيل مِن الْقرآن والسنة.
وَنَبْدَأ بِقَوْل الْلَّه عَز وَجَل (ثُمَّ أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٨٥﴾) [البقرة: ٨٥].
ومن الْمَعْنَى الْعَام لِهَذِه الآية يَتَبَيَّن لَنَا أنّ عَلَى كُل مُسْلِم أن يُؤْمِن بِجَمِيْع آيات كِتَاب الْلَّه عَز وَجَل وَلَا يأخذ بِقَوْل مَن خَالَف هَذَا الْكِتَاب أَو مِن عَارَضَه فَيُؤْمِن بِبَعْض وَيُخَالِف بَعْض، فَهَذَا الأمر يُخْرِجُه مِن دَائِرَة الإسلام إلى دَائِرَة الْكُفْر، نَعُوْذ بِالْلَّه مِن ذَلِك.
وَقَد سُئِل رَسُول الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم عَن تَفْسِيْر الآية الْكَرِيمَة فِي سُوْرَة يُوْنُس (لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٦٤﴾) [يونس: ٦٤].) (فعَن عَطَاء بْن يَسَار عَن رَجُل مِن أَهْل مِصْر قَال سَألْت أَبَا الدر داء عَن قَوْل الْلَّه تَعَالَى ﮋ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﮊ فَقَال مَا سألني عَنْهَا أَحَد غَيْرَك إِلَا رَجُل وَاحِد مُنْذ سَأَلْت رَسُول الْلَّه -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- سَألْت رَسُول الْلَّه – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- فَقَال: (مَا سألني عَنْهَا أَحَد غَيْرَك مُنْذ أُنْزِلَت، هي الْرُّؤْيَا الْصَّالِحَة يَرَاهَا الْمُسْلِم أَو تُرَى لَه) (3). وَمِن هُنَا فَمَعْنَى الْبُشْرَى هِي الْرُّؤْيَا الَّتِي يَرَاهَا الْمُسْلِم فِي الْمَنَام.
وَقَد تَبَيَّن لَنَا مِن خِلَال تَفْسِيرِه عَلَيْه السَّلَام لِهَذِه الآية أنها الْرُّؤْيَا الْصَّالِحَة وَحَتَّى لَا يَخْتَلِف عَلَيْهَا أحَد مِن جهة الْتَّفْسِير فَقَد فُسِّرَت مِن قَبلِه عَلَيْه الْسَّلَام في الْحَدِيْث الْصَّحِيح.
وأيضا قَوْل الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم: (إِذَا رَأى أَحَدُكُم الْرُّؤْيَا يُحِبُّهَا، فَإِنَّهَا مِن الْلَّه، فَلْيَحْمَد الْلَّه عَلَيْهَا، وَلْيُحَدِّث بِهَا وَإِذَا رَأى غَيْر ذَلِك مِمَّا يَكْرَه، فَإِنَّمَا هِي مِن الْشَّيْطَان، فَلْيَسْتَعِذ مِن شَرِّهَا، وَلَا يذَكرهَا لِأحَد، فَإِنَّهَا لَن تَضُرَّه.)(4).


