أنت هنا

قراءة كتاب أرجوحة تعلو... وتعلو

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أرجوحة تعلو... وتعلو

أرجوحة تعلو... وتعلو

رواية "أرجوحة تعلو... وتعلو "، تبدأ الكاتبة في مقدمتها قائلة: هل الكتابة هي النص ؟هل هي المكتوب منه أو المسكوت عنه؟هل هي الأطر؟ أم أنها الهوامش؟ أم أنها التخوم ؟ أم أنها النصوص السابقة؟ أم أنها النصوص المتقاطعة؟

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2
(1)
 
أن تنسى شخصاً أحببته لسنوات لا يعني أنك محوته من ذاكرتك، أنت فقط غيرت مكانه في الذاكرة، ما عاد في واجهة ذاكرتك حاضراً كل يوم بتفاصيله، ما عاد في ذاكرتك كل حين، غدا ذاكرتك أحياناً·· الأمر يتطلب أن يشغل آخر مكانه·· ويدفع بوجوده إلى الخلف في ترتيب الذكريات· 
 
(أحلام مستغانمي نسيان)
 
 
 
روعة· هذا هو الاسم الذي أسمتها به أمها· تعودت عند ذكرها اسمها أن تراقب نظرات الإعجاب فتشعر بالزهو، وتشكر والديها في سرها على اختيارهم لها هذا الاسم الموحي الذي يعني مسحة من الجمال وتفوق في الفن والأخلاق والفكر، ولكنها في بعض الأوقات يداهمها شعور بالاستياء إذ تسمع الآخرين يجهرون بتعليقاتهم على اسمها، فهم وإن قصدوا به المدح إلا أنَّ شعورها بامتهان خصوصيتها ظلّ هو المهيمن على أحاسيسها· في السنوات الأخيرة أصبحت تدعى: الدكتورة، حتى أضحى اسم روعة علماً على شخص لا تعرفه· فالطلبة ينادونها بلقبها الأكاديمي: دكتورة، مجرداً من اسمها، مع أنها تذِّكرهم دائماً أن هذا لقب وليس اسماً، ومع الزمن بدأت تعتاد على ذلك، إلى درجة أنها هي نفسها راحت تعرِّف نفسها بقولها: الدكتورة·
 
تتأمل في طريق المطار وتأخذ في تعداد السيارات الذاهبة إلى عمان بتركيز كبير، ثم تفقد اهتمامها، فتقفل راجعة تتمشى حافية القدمين في غرف الشقة الواسعة الجديدة، وراحت ترتب الأشياء بنشاط وهمة وحرص شديد وإعجاب، فالشقة مشروعها الذي عملت على تحقيقه في السنوات الأخيرة، فهو مشروع العمر، وبسبب طول الفترة التي استغرقها تنفيذ هذا المشروع، والظروف المحيطة التي واجهت تحقيقه، لم تأخذ صديقاتها رغبتها في شراء الشقة على محمل الجدّ· 
 
تمشي حافية القدمين بملابس الرياضة في شقتها التي نظمتها حسب احتياجاتها، وأهمها غرفة المكتب· وما يلفت النظر في المكان أنّ جميع الجدران مغطاة برفوف الكتب والبرادي الزهرية، والسجادة الزهرية· إنها المكان المفضل لها بالإضافة إلى المطبخ الواسع الذي يستمد إضاءته من النافذة والباب الزجاجي المطل على شارع المطار· فهذا المطبخ البسيط هو مكانها المفضل للكتابة· تتمشى من غرفة إلى أخرى فخورة بإنجازها، الذي هو ثمرة من ثمرات تعبها طوال السنوات الماضية· وها هو حلم حياتها تحقق· 

الصفحات