أنت هنا

قراءة كتاب أرجوحة تعلو... وتعلو

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أرجوحة تعلو... وتعلو

أرجوحة تعلو... وتعلو

رواية "أرجوحة تعلو... وتعلو "، تبدأ الكاتبة في مقدمتها قائلة: هل الكتابة هي النص ؟هل هي المكتوب منه أو المسكوت عنه؟هل هي الأطر؟ أم أنها الهوامش؟ أم أنها التخوم ؟ أم أنها النصوص السابقة؟ أم أنها النصوص المتقاطعة؟

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5
(2)
 
أفضل الوفاء وفاؤك لمن لا ترجوه ولا تخافه
 
 
 
أختها بثينه التي ولدت من زواج والدتها الأول تكبرها بست سنوات· وبحكم هذا الفارق الزمني بينهما فإنها تساعدها في دروسها، فهي معلمة بالفطرة، ولديها من مهارات التعليم ما يجعل روعة متلهفة لسماع كلماتها وتوجيهاتها، وتحظى بحبها وإعجابها، وظل هذا شعورها وهي تراجع معها دروسها خطوة خطوة، وظلت تستجيب لها بسرعة، وبخاصة أنها الوحيدة التي تناديها وتدللّها باسم برّوعة، فبثينة نموذجها المحتذى وقدوتها· حتى عندما كبرتا لم تتغير برّوعة في نظر بثينة· وعندما تعود روعة إلى البيت تسألها أمها بشوق وتلهّف عن بثينة، وعما جرى بينهما من حوارات وأحاديث، وعن حال بثينة التي يحظر عليها في ذلك الوقت زيارة أمها، ولهذا فروعة هي وسيلة الاتصال الوحيدة بابنتها· وعندما أصبحت بثينة في السادسة عشرة من عمرها فرضت التقاليد العائلية على روعة ابنة العاشرة مرافقة أختها عند الذهاب لزيارة صديقاتها· وبعد فترة من الزمن أصبح بإمكان بثينة أن تأتي لزيارة والدتها وهي في طريقها من المدرسة، فتغمرها نشوة من السعادة وفرحة اللقاء·
 
خروج روعة مع بثينة يعني الذهاب إلى السينما، ومراقبة صديقات شقيقتها وهن يمزحن ويرقصن ويتحدثن عن الشباب، لاهيات وبالكاد يلاحظن ابنة العاشرة التي لا تقوى على إخفاء فرحتها وإعجابها بهن، فضلاً عن السعادة التي تداعب مشاعرها لأن أختها تنتشي من الضحك وتمرح، فتراها أجمل الفتيات بل ملكة جمال، مع كل ما سمعته لاحقاً من تعليقات تصفها بأنها متوسطة الجمال، ولكن هذا لم يغير رأيها في جمال بثينة، التي تغني معها لعبد الحليم حافظ وتسميه عبده حليمو وتقول لهن إنها سوف تتزوج شاباً يشبهه، فيطغى الضحك على كل الأصوات·
 
روعة رائعة في كل شيء، حتى في كتمان أسرار بثينة التي لم تكن تطلب منها ذلك، فهي مرافقة لطيفة تعرف كيف تحترم خصوصيات شقيقتها، عندما تذهب معها لملاقاة صديقها والذهاب للسير معه بعيداً عن مكان السكن· لم تكن مرافقتها الإجبارية تتوقف على بثينة فحسب، بل لا بُدَّ من مرافقتها للوالدة حياة كذلك عندما تذهب لزيارة صديقاتها· والذهاب سيراً على الأقدام يعني لها الروعة والمتعة· وفي بعض الأحيان كانتا تركبان الترام الذي يقطع دمشق من الحميدية إلى المهاجرين، وهو ما يجعلها مسكونة بالبهجة وهي تنظر إلى الطرقات والناس والأشياء من النافذة·

الصفحات